كيف خلقنا الله ؟ ومما خلفنا؟

لقد خلق الله مخلوقات كثيرة من واحدة ،فخلق الملائكة من نور والجن من النار ولكن الانسان هو المخلوق العاقل الوحيد الذي خلق

.من مادتين الا وهما:الجسد والروح

والجسد غلاف خارجي له تجويف ،اما الروح فهي التي تدخل في هذا التجويف،ولكن منهما مصدره وغذاؤه،فالمسجد مصدره طين

الارض فغذاؤه كل ما يصل اليها مثل الاكل والشرب والملابس الجميلة وعلاقة الرجل بالمرأة ،اما الروح فمصدرها نفخة علوية

من الله عز وجل وضعت في ادم عليه السلام ..قال تعالى (فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) الحجر:29

فغذاؤها كل ما يوصل الى الله مثل قراءة القرآن وان ترفع يديك وتقول يارب وغير ذلك كثير.. فالروح هذه مثل الكريستالة الرقيقة الشفافة

النقية طبعا لابد ان تكون هكذا لانها من عند الله واكن مشكلتها انها محبوسة داخل الجسد ولا يمكن ان تصل الى الله الا اذا كان الجسد

خفيفا.. فمشكلتنا الحقيقة هي اصرارنا على اننا مكونون من مادة واحدة فلقد نسينا الروح واخذنا نغذي الجسد،واكثر من اننا اخذنا ندوس على

.الروح ،ونخدشها،ونفسد فيها حتى تعبت وشاخت وانهارت

مثلا:لو ظل شخص اسبوعا لاياكل ماذا سيحدث له؟ماذا سيحدث له اذا لم يشرب لمدة ثلاثة ايام؟سيموت طبعا ..وهكذا الروح فالانسان اذ لم

يذكر الله سنة ستموت روحه ولكنها تموت ببطىء عكس الجسد الذي يموت بسرعة مما يجعل الانسان يظن ان جسده فقط هو الذي سيموت

.قلا يتركه ابدا ولا يهمله ،ويظل يغذي فيه ناسيا ان له روحا

وهذا ما يفسر ما نجدهفي ان الغرب ...يشعر بالتعب رغم ما وصل اليه، ونجده ان بعض الناس في بلادنا اكثر استقرارا رغم حياتهم الصعبة

القاسية .ومن اكثر الامثلة التي تفسر كلامنا ...اننا قد نجد اثنين يصليان معا في نفس الصف ولااء نفس الامام، ويسمعان نفس الايات يصوت

واحد ولكن احدهما يبكي والاخر لا يشعر يشيء، فالاول روحه متصلة بالله والثاني روحه ضعفت وماتت ولو كان صوت لسمع انينها وهي

.تقول له حرام عليك وصلني لمصدر غذائي مثل الجسد

ولقد جسد القرآن هذه الحقيقة ... في سورة نقرأها جميعا ولكننا قد لانتفكر فيها وهي سورة "التكاثر"ففي بداية السورة يقو تعالى (الهاكم

التكاثر) والتكاثر هنا لايعني التكاثر في الاولاد فقط انما التكاثر في الاموال والسيارات والملابس والاولاد...والنهي هنا ليس نهيا عن

التكاثر والا كان ذلك رفضا للمادة، وانما هو نهي عن الهاء التكاثر ...يعني الى متى سيلهيكم التكاثر؟!!وبعد ذلك توضح السورة نهاية

الجسد (حتى زرتم المقابر) فنهايته مقبرة، والآيات بعد ذلك تتوعد الذين عاشوا لأجسادهم فهناك خمسة تهديدات لهم (كلا سوف تعلمون ،ثم

. (كلا سوف تعلمون،كلا لو تعلمون علم اليقين ،لترون الجحيم، ثم لتسألن يومئذ عن النعيم