arrif
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


AZUL
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إن أكرمكم عند الله أتقاكم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
majdouline
ا
ا
majdouline


انثى
عدد الرسائل : 665
العمر : 36
الــــدولـــــة : MAROC
الــــمديـنـة : RABAT
الـمــوقـــــع : www.arrif.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 20/08/2008

إن أكرمكم عند الله أتقاكم Empty
مُساهمةموضوع: إن أكرمكم عند الله أتقاكم   إن أكرمكم عند الله أتقاكم I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 24, 2008 10:45 am

تختلف المقاييس التي يعتمد عليها الناس في تقييمهم للأشخاص ، ومدى استحقاقهم للتقدير والاحترام ، فمنهم من تتفاوت قيمة الناس لديه حسب نَسَبِهم ، وعراقة قبائلهم ، فأجدرهم بالاحترام ، والتقدير أعلاهم نسباً ، وأعرقهم قبيلة ، ومنهم من يعتبر الغنى والثراء وحجم الأرصدة والممتلكات هي المقياس الحقيقي لقدر الإنسان وعلو منزلته ، ومنهم من ينظر إلى الموضوع من زاوية المنصب والجاه ، والارتقاء في سلم الوظائف والدرجات ، وبعضهم يرى أن الشهادات العلمية التي حصل عليها الشخص هي التي تحدد قيمته ، وتفرض احترامه .

إن جميع هذه المقاييس لا تتعدى كونها مقاييس مادية بحتة ضيقة الأفق ، فالإنسان الذي يفاضل بين الأشخاص على هذه الأسس ، إنما ينظر إلى الحياة بمنظار ضيق جدا ، فالشخص العريق النسب لا قيمة لنسبه مع انحطاط في أخلاقه وقيمه الدينية والاجتماعية ، ومهما بلغ الإنسان في عراقة نسبه ، فلن يصل إلى نسب أبي لهب – عم الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذي أنزلت فيه سورة كاملة تتوعده بالعذاب الأليم يوم القيامة ، وقد كان كثير من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يملكون هذه العراقة في النسب ، غير أن الله شرفهم بالانتماء لهذا الدين ، والتضحية في سبيله ، فقد كان بعضهم أصله من الفرس ، وبعضهم من الروم ، وآخرون من الموالي والعبيد ، ولم يقدم الرسول – عليه الصلاة والسلام – سادة قريش وشرفائها عليهم لعراقة نسبهم :


خذلت أبا جهل أصالته ***** وبلال عبد جاوز السحبا

وكم من أحفاد لعظماء وعلماء لم يسلكوا سبيلهم ، فلم يرفعهم انتماؤهم لأولئك العظماء نسبا .

وأما الثراء والغنى ، فتكون قيمته على قدر خدمة صاحبه للمجتمع ، وحرصه على تقديم الخير والمعونة للأمة ، ولا قيمة لثراء رجل قد غل يده إلى عنقه وبخل بما فيها .، أو رجل جمع من الأموال ما حل له وما لا يحل يتكبر بها على الناس ويتعالى عليهم .

وما يقال في الغنى يقال في المنصب والجاه ، فصاحب المنصب تتجسد قيمة منصبه في حرصه على خدمة مجتمعه وأمته ، والسهر على مصالحها ، لا في حيازته للمنصب وارتقائه في السلم الوظيفي .

وبالنسبة للشهادات العلمية فإنها لا تصلح أيضا لتكون مقياسا للآشخاص لثلاثة أسباب هامة :

* أولا : أنها لا تعبر عن مقدار علم الشخص ، وسعة اطلاعه ، فكم من علماء أجلاء لا يحملون شهادات بلغوا من العلم مبلغا عظيما ، لا يحلم به أصحاب الشهادات في أشد أحلامهم سخاء ، وكم من حاملي شهادات عالية كالدكتوراة وغيرها ، وثقافاتهم ضحلة جدا ، حتى في مجال تخصصهم .
* ثانيا : إن عدم حصول الشخص على هذه الشهادات لا يعني عدم كفاءته لها ، فربما لم تواته الظروف لذلك ، أو حالت دون حصوله عليها موانع .
* ثالثا : على افتراض سعة ثقافة حامل الشهادة ، وتوسعه في الاطلاع فإن قيمته تكون بمقدار انتفاعه بعلمه ، وتطبيقه لما علم ، ومدى إحساسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه من تعليم الناس والحرص على تثقيفهم :

وما أنت بالعلم الكثير بمفلح ***** وما لك جد في التقاة كبير

كأين رأينا عالما ظل سعيه ***** وظل به جمع هناك غفير

معارفه بحر ويصرف وجهه ***** إلى الباطل الخداع وهو بصير

وقد أخبرنا الله تعالى أن مصير كل هذه الاعتبارات والمقاييس إلى التلاشي يوم القيامة ، فمصير النسب { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ، ومصير الغنى { وما يغني عنه ماله إذا تردى } ، ومصير الجاه والمنزلة { هلك عني سلطانيه} .

والسؤال الذي يطرح نفسه ، ما هو المقياس الحقيقي لقيمة الأشخاص ؟

والجواب أرشدنا إليه القرآن الكريم في قوله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ، فالمرء يقاس بمقدار صلاحه واستقامته على منهج الله ، وقيمة الإنسان في المجتمع إنما هي بمقدار نفعه لمجتمعه ، وخدمته لأمته ، واستغلال ما آتاه الله من نعم وما مكنه فيه في نشر الخير ومساعدة المحتاج وإعانة الضعيف ، وسره على مصالح الأمة ومعرفته بحقوق الآخرين ، فيجب علينا أن نحترم الناس على هذا المقياس ، ونزنهم بهذا الميزان العادل .

فالإنسان الصالح ولو كان من الموالي أجدر بالاحترام من إنسان عريق النسب لا يعرف للصلاح مسلكا ولا للخير سبيلا ، والإنسان الفقير صاحب الأخلاق والقيم أجدر بالتقدير من غني لا يرعى حقوق الله ولا حقوق العباد في ماله ، والعامل المخلص في عمله يستحق الاحترام أكثر من الموظف الكبير الذي لا يرعى مسئوليته في العمل ، والابن المحترم عالي الأخلاق الذي لم تسمح له الظروف بالحصول على الشهادات العالية أجدر بالاحترام من قبل أبويه من الابن العاق صاحب الشهادة الجامعية ، وهكذا .

فالواجب على الإنسان أن يقيس الناس بالمقاييس الثابتة الراسخة الجذور في الدنيا والآخرة التي تَعَبَّــدَنَا الله بتقدير الأشخاص استنادا إليها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إن أكرمكم عند الله أتقاكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
arrif :: شــبــكـــــة الإســــــــلامي :: عـقــيــدة الـمــسـلـم-
انتقل الى: