على اثر الزيارة الرسمية التي قامت بها السيدة كوندوليزا رايس كاتبة الدولة الأمريكية للمغرب

على اثر الزيارة الرسمية التي قامت بها السيدة كوندوليزا رايس كاتبة الدولة الأمريكية للمغرب، أجرت ناظور سيتي حوارا مع السيد حفيظ عجاجي رئيس جمعية الصداقة المغربية حول هذه الزيارة والعلاقات المغربية الأمريكية

ما دلالات جولة رايس المغاربية؟

- زيارة كاتبة الدولة للشؤون الخارجية كوندوليزا رايس لها دلالات هامة. علينا أن لا ننسى أن السياسة الخارجية الأمريكية لا تتغير بتغير الإدارة الأمريكية، وبالتالي سواء بقي الحزب الجمهوري في البيت الأبيض أو غادره لصالح الحزب الديمقراطي، فإن ذلك لن يغير أي شيء. بعبارة أخرى، هما وجهان لقطعة نقدية واحدة.. الإدارة الأمريكية تريد استثمار نجاحات مهمة أحرزتها في المنطقة العربية وبالتحديد في ليبيا الذي يعد الملف الوحيد الذي نجحت فيه واشنطن مقارنة بالإخفاقات المسجلة في العراق وأفغانستان وإيران وكوريا الجنوبية وفي أفريقيا حتى. ليبيا وافقت على جميع الشروط الأمريكية

ما قوة الروابط التي تجمع المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية؟

- للمملكة المغربية روابط وثيقة وطويلة الأمد مع الولايات المتحدة، إذ تُعتبر المملكة أول دولة بالعالم اعترفت باستقلال الولايات المتحدة عن القوتين الإمبرياليتين فرنسا و المملكة المتحدة، تتضمن مدينة طنجة المفوضية الأمريكية ، وهي أول الممتلكات الأجنبية التي اشتريت من قبل حكومة الولايات المتحدة. جرى التفاوض على معاهدة الصداقة المغربية-الأمريكية في 1786-1787 وكانت أول معاهدة بين الولايات المتحدة مع أي بلد إفريقي ،عربي ،إسلامي أو أجنبي بصفة عامة.

بالنسبة إلى الجزائر، ماذا تعني الزيارة في هذا التوقيت بالذات؟

- لقد حافظت واشنطن على نوع من الاستقرار في علاقاتها مع الجزائر، بل أستطيع القول بأنها علاقات جيدة ومستمرة بين الإدارة الأمريكية والجزائر، وبالتحديد خلال فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث تميزت بتعدد وتنوع الزيارات بين مسؤولي البلدين، وفي المجال الأمني انتعش التعاون بشكل ملحوظ في الميدان، وترجم ذلك بافتتاح فرع لمكتب التحقيقات الأمريكي في الجزائر ''أف.بي.آي''. من المفيد أيضا القول إن توقف رايس بالجزائر في إطار جولتها المغاربية، يعني تقديم الشكر وتوديع للمسؤولين الجزائريين وتوكيد على ضرورة المحافظة على المستوى الجيد في العلاقات.. ونفس الشيء ينطبق على تونس والمغرب.

أين موقع قضية الصحراء المغربية في هذه الجولة، علما بأن موقف واشنطن لا يروق للجزائر؟

- بالنسبة لقضية الصحراء المغربية، فإنه رغم موافقة الولايات المتحدة على المقترح المغربي القائم على مبدأ الحكم الذاتي في التعاطي مع النزاع مع جبهة البوليساريو، فإن واشنطن لا تريد حرق جميع أوراقها مع الجزائر، لذا فإنها ستسعى إلى تفادي الوقوع في الحرج، وستدفع بكل قواها نحو تبني حل يرضي جميع الأطراف.

انتم في جمعية الصداقة المغربية اللاتينية دائما كنتم تربكون قادة البوليزارو مع دول أمريكا اللاتينية لفضحكم بانتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها هذه الأخيرة في مخيمات تندوف، فما هو ردكم على تصريحات البوليزاريو إزاء مساندة الولايات المتحدة الأمريكية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية؟؟

- أولا ما يسمى بالبوليساريو هي عصابة إرهابية مهووسة بالاغتناء، لم تجد غير لغة التهديد والشتم، وبعد أن بدأت تتضح ملامح توجهات الدول المعنية والفاعلة حول وصف مشروع الحكم الذاتي بالحل النهائي و العادل للمشكل الذي طال أكثر من ربع قرن، ونعرف جميعًا أن ما يسمى بالبوليساريو ما هو إلا امتداد للمخابرات الجزائرية التي تجعل من قضية الصحراء مشجبًا لتعليق مشاكلها الداخلية ولمحاولة إضعاف المغرب، فهناك أهدافًا سيئة تحاط بالمغرب باعتباره دولة حافظت على تماسكها الوطني واستقلالها طيلة 14 قرنًا قبل أن يدخلها الاستعمار الفرنسي في الوسط والأسباني في الشمال والجنوب.

أما ما يخص تصريحات البوليساريو على دعم الولايات المتحدة الأمريكية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية فهي تصريحات غير منطقية و غير مسموعة و نحن في جمعية الصداقة المغربية اللاتينية سنواصل عملنا النضالي من أجل فضح الاعيب البوليساريو في جميع دول أمريكا الجنوبية و للإشارة ستفتح جمعية الصداقة المغربية اللاتينية قريبا مكتبا في بوينوس ايرس عاصمة الأرجنتين ، و في الختام نجدد الولاء و الإخلاص لجلالة الملك أعزه الله، فكلنا جنود مجندة لخدمة وطننا الغالي فداءً للوطن و لن نفرط في حبة من رمال صحرائنا المغربية.