arrif
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


AZUL
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سردخول الكاف على لفض المثل*تتمة*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
majdouline
ا
ا
majdouline


انثى
عدد الرسائل : 665
العمر : 36
الــــدولـــــة : MAROC
الــــمديـنـة : RABAT
الـمــوقـــــع : www.arrif.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 20/08/2008

سردخول الكاف على لفض المثل*تتمة* Empty
مُساهمةموضوع: سردخول الكاف على لفض المثل*تتمة*   سردخول الكاف على لفض المثل*تتمة* I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 02, 2008 2:44 pm

ومما ورد من ذلك في النفي قول عمرو ابن كلثوم:
فما شرب الشراب كمثل عمرو **وما نال المكارم فأَصْبَحينا
وقول ابن الدُّمَيْنَة:
وليس كمثل اليأس يدفع صبوة ** ولا كفؤاد الصَّبِّ صادف مطمعًا
وعلى هذا ورد قوله تعالى:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، فهو نفي لقول المشركين: مِثْلُه شيءٌ. أي: شيءٌ مِثْلُ الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا ! ألا ترى كيف مَثَّلوه سبحانه بخلقه، فجعلوا له أمثالاً وأندادًا، وهي أشياء، مع اعترافهم بأنه تعالى خالق الأشياء كلها ؟
روى عطاء عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال:قدم
وفد نجران، فقالوا: صف لنا ربك: أَمِنْ زُبُرْجُدٍ، أو ياقوتٍ، أو ذهبٍ،
أو فضةٍ ؟ فقال: إن ربي ليس من شيء؛ لأنه خالق الأشياء، فنزل:
﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ( الإخلاص: 1 ). قالوا: هو واحد، وأنت واحد. فقال:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ( الشورى: 11 ).

ولذلك، لما قال فرعون لموسى:﴿وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ( الشعراء:23 )كالطالب لماهيته تعالى، لم يجب موسى- عليه السلام- إلا بتعريفه بأفعاله، فقال:﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾( الشعراء:24 )؛لأنالسؤال في حق الباري سبحانه وتعالى عن ماهيَّته وجنسه خطأ كبير؛ لأنه سبحانه لا جنس له فيذكر، ولا تدرك ذاته.
﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾(الأنعام: 103)ولهذا عدل موسى- عليه السلام- إلى الجواب بالصواب، ببيان الوصف المرشد إلى معرفته جل وعلا.
فإذا
ثبت أن الله تعالى لا تدرك ذاته، ولا تعرف ماهيَّته، وأنه ليس بشيء مما
يتصورون؛ لأنه خالق الأشياء كلها، فكيف يجوز أن تمثَّل ذاته المقدسة بذوات
الأشياء، وهي مغايرة لها تمام المغايرة في حقيقتها وماهيتها ؟

ومن شروطالمماثلة-
كما ذكرنا- أن تكون بين شيئين متفقين في الجنس، وإن اختلفت صفاتهما؛ ولذلك
لا يجوز أن يقال في حقه عز وجل: شيءٌ مِثلُ الله. ولا أن يقال: ليس شيءٌ
مِثْلَ الله؛ كما جاز أن يقال: زيد مِِثْلُ عمرو، وليس زيد مِثْلَ عمرو؛
لأن لزيد مِثْلاً في الواقع من جنسه يماثله في ذاته، وليس لله تعالى
مِِثْلٌ في الواقع يماثله في ذاته، لا من جنسه، ولا من غير جنسه؛ ولهذا
نهى الله عز وجل عن ضَرْب الأمثال له، فقال:

﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾( النحل: 74 )
ولكن
المشركين لم يتورَّعوا عن ضَرْبِ الأمثال لله جل وعلا؛ لاعتقادهم أنه
سبحانه شيءٌ كباقي الأشياء، وأن ذاته الشريفة كذواتها، فجاء الرد عليهم
بقوله تعالى:﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

ولو قيل في الرَّدِّعليهم:
ليس مِِثْلَه شيءٌ. أو ليس كالله شيءٌ- كما قال المفسرون في تأويل الآية
الكريمة- لكان ذلك اعترافًا منه سبحانه بأن له مِثْلاً في الواقع
، يتفق معه في الجنس.

ولهذا
لما أراد الله عز وجل أن ينفي عن ذاته المقدسة الشِّبْه والمِثْل، أتى
بلفظ المِثْل، وأدخل عليه كاف التشبيه، ثم نفاهما معًا بـ﴿ لَيْسَ ﴾،
فأصبح معنى الآية الكريمة: لا توجد ذات من ذوات الأشياء، تشبه ذات الله
تعالى في جهة أو أكثر من جهاتها، فضلاً عن أن تماثلها؛ لأن نفيَ الشِّبْه
يستلزم نفيَ المِثْل. وبهذا يظهر لك سر دخول الكاف على لفظ المِثْل في هذه
الآية الكريمة.. فتأمله، وقِسْ عليه نظائره.

وللفخر الرازي كلام جيد في تأويل هذه الآية الكريمة، التي تاهت العقول في
تأويلها؛ كما تاهت في ذاته سبحانه لاحتجابها بأنوار العظمة، وأستار
الجبروت، أنقل منه قوله: احتجَّ علماء التوحيد-
قديمًا وحديثًا- بهذه الآية في نَفْيِ كونه تعالى جسمًا مركبًا من الأعضاء
والأجزاء، وحاصلاً في المكان والجهة، وقالوا: لو كان جسمًا، لكان مِثْلاً
لسائر الأجسام، فيلزم حصول الأمثال، والأشباه له؛ وذلك باطل بصريح قوله
تعالى:﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.. .

وأضاف قائلاً:ويمكن إيراد هذه الحجة على وجه آخر، فيقال: إما أن يكون المراد:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌفي ماهيات الذات. أو أن يكون المراد:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌفي
الصفات. والثاني باطل؛ لأن العباد يوصفون بكونهم عالمين قادرين؛ كما أن
الله تعالى يوصف بذلك. وكذلك يوصفون بكونهم معلومين مذكورين، مع أن الله
تعالى يوصف بذلك. فثبت أن المراد بالمماثلة: المساواة في حقيقة الذات؛
فيكون المعنى: أن شيئًا من الذوات لا يساوي الله تعالى في الذاتية. فلو
كان الله تعالى جسمًا، لكان كونه جسمًا ذاتًا، لا صفة. فإذا كان سائر
الأجسام مساوية له في الجسمية- أعني: في كونها متحيزة طويلة عريضة عميقة-
فحينئذ تكون سائر الأجسام مماثلة لذات الله تعالى في كونه ذاتًا. والنصُّ
ينفي ذلك، فوجب أن لا يكون جسمًا
.

ثالثًا- ولو كان المِثْل، بكسر فسكون، والمَثَل، بفتحتين، سيَّان، وأن معناهما الوصف، للزم التنافي بين قوله تعالى:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وقوله:﴿ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ ﴾( النحل: 60 )؛ لأن الأول نفيٌ للمِثْل، والثاني إثباتٌ للمَثَل؛ ولهذا ختم الله تعالى آية الشورىبقوله:﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾
فأثبت
سبحانه لنفسه صفة السميع، والبصير، على وجه التمام والكمال، والعظمة
والجلال؛ وذلك لا يكون إلا لله جل جلاله؛ كما أفاده أسلوب الحصر في
الموضعين. وكأنه عز وجل ذكر من صفاته هاتين الصفتين هنا؛ لئلا يتوهم أنه
سبحانه لا صفة له، كما أنه لا شِبْهَ له، ولا مِثْلَ.

قال الشيخ ابن تيمية: ففي قوله:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾رد للتشبيه والتمثيل، وقوله:﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ رد
للإلحاد والتعطيل. والله سبحانه بعث رسله بإثبات مفصَّل، ونفيٍ مجمَل،
فأثبتوا لله الصفات على وجه التفصيل، ونَفَوْا عنه ما لا يصلح له من
التشبيه والتمثيل .

فإذا كان قوله تعالى:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ قد أفاد نفي التشبيه والتمثيل عن الله سبحانه على وجه الإجمال، وأن قوله سبحانه:﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾قد أفاد إثبات الصفات له سبحانه على وجه التفصيل، فإن قوله تعالى:﴿وَلِلّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ﴾قد أفاد إثبات المَثَل الأعلى له في الصفات، وأفاد نفيَ أن يكون له مَثَل من خلقه يشبهه، أو يماثله في حقيقة ذلك المَثل، لاستحالة أن يشترك في المثل الأعلى مِثلان اثنان؛ لأن
المِثل لا يكون أعلى من المِثل الآخر فيما تكون فيه المماثلة. وإذا فُرِضَ
أنهما متماثلان، أو متكافئان متساويان، لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن
لم يكونا متكافئين متساويين، فالموصوف بالمثل الأعلى واحد.
وبذلك يكون قوله تعالى:﴿وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ ﴾، قد تضمَّن إثباتًا، ونفيًا في آن واحد.

فتأمل
هذه الأسرار البديعة، التي لا تجدها إلا في البيان الأعلى ! فسبحان الله
الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، له الفضل وله المنَّة، لا يقاس بالقياس،
ولا يشبه بالناس.. سبحانه وتعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سردخول الكاف على لفض المثل*تتمة*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
arrif :: «۩۞۩-شــبــكـــــة عـــلــــوم وثـقــافــــة ۩۞۩» :: الــــغــــــة الـــضــــــــاد-
انتقل الى: