شبح الاغلاق يخيم علي خمس قنوات فضائية

شبح الاغلاق يخيم علي خمس قنوات مع تفعيل وثيقة تنظيم الفضائيات
جهات امنية تملك سلطة المنع والمنح وتتدخل في اختيار الموضوعات والضيوف

6/ 3/ 2008- القدس العربي اللندنية

لندن ـ القدس العربي ـ من خالد الشامي: تعيش بعض القنوات الفضائية التي
تتخذ من مصر مقرا لها حالة من القلق في ظل تأكيدات حكومية علي ضرورة تفعيل
وثيقة تنظيم عمل الفضائيات التي تبناها وزراء الاعلام العرب في اجتماع
استثنائي بالقاهرة الشهر الماضي.
ويخيم شبح الاغلاق او المنع علي خمس
قنوات هي طيبة و البركة و الفجر و الحكمة و الناس رغم انها تملك عقودا
سارية المفعول مع الشركة المالكة للقمر الصناعي المصري نايل سات ، كما ان
لبعضها شعبية كبيرة في مصر.
وكان ارسال قناة البركة انقطع في التاسع عشر من الشهر الماضي بعد ايام من صدور وثيقة الفضائيات.
ولم يحصل المسؤولون عن القناة المتخصصة بالاقتصاد الاسلامي علي تفسير رسمي حتي الان.
ونقلت صحف مصرية عن مديرها عبد الحميد توفيق انه عرض علي الحكومة تغيير
طبيعة اي برنامج في سبيل حصولها علي الموافقة الامنية الضرورية لاستئناف
البث الا انه لم يحصل علي جواب.
وبدأت قنوات فضائية اخري في زيادة
مساحة البرامج الاجتماعية علي حساب الدينية خشية الوقوع في شبهة التحريض
الطائفي او الاساءة للقيم والرموز الدينية التي تكفل للحكومة حسب الوثيقة
اغلاق مكاتب اي قناة.
واعتبر خبراء اعلاميون ان مثل هذه التصرفات من
جانب وزارة الاعلام يمكن ان تهدد مستقبل مدينة الانتاج الاعلامي التي
يفترض ان تكون منطقة حرة جاذبة وليست طاردة للاستثمارات.
واكد اعلامي
فضل عدم ذكر اسمه ان الاجواء تغيرت منذ اعلان الوثيقة، وزادت التدخلات
الامنية في شؤون الفضائيات بما في ذلك الموضوعات والضيوف .
واستشهد
علي ذلك بتدخل امني حال مؤخرا دون عمل حلقة من برنامج تسعون دقيقة الذي
يقدمه معتز الدمرداش في قناة المحور المملوكة لرجل اعمال مصري حول قانون
مكافحة الارهاب، اذ فوجئ العاملون باتصال من جهة امنية لتغيير موضوع
البرنامج قبل موعد اذاعته علي الهواء بساعتين. وبالفعل اعتذر معدو
البرنامج للضيوف في اللحظات الاخيرة.
وتحظي البرامج الحوارية بالفضائيات حاليا بشعبية كبيرة في مصر رأي البعض انها اعادت العصر الذهبي للتلفزيون.
واضطرت بعض القنوات في التلفزيون الحكومي لعمل برامج حوارية تتناول الشؤون
المحلية وتسمح بتوجيه انتقادات للحكومة سعيا للبقاء في ساحة منافسة شرسة.
واعتبر الاعلامي الذي يقدم برنامجا في قناة مصرية خاصة انه تلقي تهديدات
عديدة من الادارة بوقف البرنامج بسبب غضب الاجهزة الامنية من تناوله قضايا
يعتبرونها حساسة او تمس الوحدة الوطنية.
ورأي أن وثيقة الفضائيات
مبادرة مصرية خالصة تبناها اجتماع استثنائي لوزراء الإعلام العرب، انعقد
بمبادرة من القاهرة التي تري انها ما زالت مستهدفة في قنوات عديدة تبث من
داخل البلاد وخارجها.
وواجهت وثيقة تنظيم عمل الفضائيات انتقادات
واسعة كان أبرزها أنها صيغت بأيدي قانونيين وليس إعلاميين، ما يجعلها أقرب
إلي وثيقة عقابية منها إلي وثيقة إعلامية.
ولم تظهر أي بوادر لتطبيق
الوثيقة علي قنوات يسميها البعض في مصر بـ الفضائحيات رغم أنها نصت علي
ضرورة احترام القيم والتقاليد المجتمعية.
وتعتمد بعض تلك القنوات علي
مذيعة أو راقصة وفيديو كليبات ووحدات تكنولوجية بسيطة إلا أنها تحقق ما
يزيد عن خمسين ألف دولار أرباحا كل شهر من عائد المكالمات والوسائل
الهاتفية.
ومن المتوقع أن يشهد عدد الفضائيات العربية التي تبلغ حاليا أربعمئة وثلاثين قناة زيادة كبيرة في الفترة المقبلة.
وحسب تصريح وزير الإعلام المصري أنس الفقي فإن الاستثمارات في القنوات
الفضائية ستبلغ نحو ستة مليارات جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتؤكد الحكومة أن هدف الوثيقة يقتصر علي تنظيم الفوضي الحاصلة في عالم
الفضائيات خاصة بعد أن أصبح ممكنا إطلاق قناة من اي شقة أو مكتب صغير.