arrif
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


AZUL
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل"*تتمة*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
majdouline
ا
ا
majdouline


انثى
عدد الرسائل : 665
العمر : 36
الــــدولـــــة : MAROC
الــــمديـنـة : RABAT
الـمــوقـــــع : www.arrif.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 20/08/2008

سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل"*تتمة* Empty
مُساهمةموضوع: سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل"*تتمة*   سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل"*تتمة* I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 27, 2008 6:44 am

سبتة ومليلية في الإستراتيجية الأطلسية
منذ دخول إسبانيا حظيرة الإتحاد الأوربي في النصف الثاني من الثمانينيات
تغير الدور الذي تحتله المدينتان في الفكر الإستراتيجي والعسكري الإسباني
، حيث أصبحتا تمثلان لها تهديدا محتملا وبرميل بارود على جبهتها الجنوبية
. وقد قوى اندماج إسبانيا في الإتحاد الأوربي من نزعة \\" الموروفوبيا \\"
أي التخوف من مسلمي المدينتين والمغرب بشكل خاص . ومع الترتيبات الجديدة
التي دخلها البيت الأوربي في مطلع التسعينيات وتوقيع اتفاقية \\" شينجن \\"
المتعلقة بالحدود بين الدول الأوربية تحولت المدينتان إلى عنصر في العقيدة
الأمنية الأوربية تجاه منطقة الجنوب ، إذ نصت معاهدة شينجن صراحة أن
المدينتين هما الحدود الجنوبية لأوربا .
وقد خولت هذه الترتيبات
الجديدة في الإتحاد الأوربي والبحث الحثيث عن عقيدة عسكرية جديدة مشتركة
لحلف شمال الأطلسي ، خولت لإسبانيا المزيد من الذرائع لتقوية احتلالها
للمدينتين وإعطائه الشرعية الأوربية ، إذ أخذت تلوح بالتهديد الإسلامي
القادم من الجنوب ، وبمركزها الجغرافي الإستراتيجي كمعبر مفتوح نحو
الأراضي الأوربية ، وأخطار الهجرة القادمة من جنوب المتوسط ، وذلك لتحقيق
هدفين : الأول هو تلقي الدعم الأوربي العسكري والمالي ، والثاني فرض الأمر
الواقع على سكان المدينتين وأخذ التأييد الأوروبي والأطلسي لاحتلالها لهما
.
ووجدت إسبانيا بذلك المجال متاحا أمامها لإضافة جدار مادي يفصل
المدينتين عن الوطن الأصلي الشرعي لهما ، أي المغرب ، بعد الجدار النفسي
والوجداني الذي أقامته طوال المراحل السابقة ، وفي عام 1998م اطلقت أعمال
تسييح المنطقة الفاصلة بين مليلية ومدينة الناظور المغربية في الشمال
بشريط مزدوج من الأسلاك الشائكة يصل ارتفاعه إلى أربعة أمتار وطوله ستة
كيلومترات ، مجهزة بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية تضم أربعة وسبعين
كاميرا فيديو وآليات إلكترونية حساسة للمراقبة تستطيع ضبط أي جسم غريب لدى
اقترابه من السياج الفولاذي ، وكانت نسبة التمويل الأوربي لهذه الأشغال
تصل إلى 75 بالمائة ، مقابل 25بالمائة نسبة التمويل الإسباني ، وهو السياج
الثاني بعد السياج المزدوج الذي أقيم على الحدود بين مدينة سبتة والمغرب ،
وقد علق أحد مسؤولي حزب اليسار الموحد الإسباني في مدينة سبتة على عملية
التسييج قائلا: \\" إن مدريد وبروكسيل - إشارة إلى الإتحاد الأوربي -
تفرضان علينا القيام بدور لا نبتغيه لأنفسنا دور \\"كلاب حراسة\\" شينجن \\"
.وفي قمة واشنطن لحلف شمال الأطلسي التي عقدت بمناسبة الذكرى الخمسين
لإنشائه قبل ثلاث سنوات ، والتي تم فيها تحديد المفهوم الجديد للأمن
بالنسبة لدول الحلف في القرن الحادي والعشرين ، تضمنت المنظومة الجديدة
للحلف مهمة الدفاع عن سبتة ومليلية في حال وقوع نزاع بين إسبانيا ودول
المغرب العربي ، وكتبت صحيفة \\" لاراثون\\" الإسبانية في شهر مايو 1999م
تقول : إن أي هجوم على المدينتين \\" سيجبر الجيش الإسباني على التدخل فورا
بأمر دستوري ، وستحظى حكومة مدريد ابتداءا من الآن بالمساعدة المستعجلة من
طرف قوات الحلفاء في الأطلسي \\" .ومنذ بداية التسعينيات أصبحت نقطة الحدود
المسماة \\" باب سبتة بين سبتة والمغرب هي الحد الجغرافي للإتحاد الأوربي ،
وعلقت على مدخل المدينة لوحة معدنية كبيرة مكتوب عليها : \\" أهلا بكم في
الإتحاد الأوربي \\" . وكانت صحيفة \\" الموندو \\" الإسبانية قد نشرت مطلع
1998م مضمون وثيقة سرية لحلف الأطلسي تبرز تحويل مدينتي سبتة ومليلية إلى
قاعدتين للتدخل في المغرب وشمال إفريقيا ، وذلك في إطار المخطط الأمني
الإستراتيجي الجديد للحلف المتعلق بحق التدخل في أي بقعة جغرافية في
العالم تهدد مصالح دوله .
سبتة ومليلية وجبل طارق
ومن الواضح أن
واقع الإحتلال الإسباني للمدينتين المغربيتين ليس إلا جزءا من أطماع
استعمارية واسعة تحكم سياسة مدريد تجاه المغرب ، جارتها الجنوبية ، فمن
المعروف أن الجنرال فرانكو قال خلال أيامه الأخيرة في 1975م في أوج النزاع
حول قضية الصحراء \\" لتضع إسبانيا جيرانها في اليد \\" . فالنزعة
الإستعمارية التسلطية نحو الجنوب لم تغادر أجندة أوروبا بعد ، والتي ما
زالت تحلم بجنوب راضخ وكسيح ، وما قضية الصيد البحري واستغلال الثروة
السمكية المغربية في حوض المتوسط إلا دليلا واحدا عليها ، وقد قال أحد
البرلمانيين الإسبان بشأن قضية الصيد : \\" إن المغرب اختار توقيف العمل مع
إسبانيا باتفاقية الصيد البحري ومعنى ذلك أنه اختار أن يعرض شعبها للجوع .
إنها الحرب وعلينا أن نعمل بالمثل مع المغرب\\"، وعندما فشلت المفاوضات بين
الرباط ومدريد في يناير 2000م بشأن موضوع إعادة تجديد اتفاقية الصيد ، وجه
رئيس الوزراء الإسباني خوسي ماريا أزنار تهديدا مباشرا إلى المغرب ، قال
فيه : \\" إن فشل المفاوضات ستكون له عواقب سلبية \\" ، دون الإفصاح عن
طبيعة هذه العواقب ، وبعد بضعة أشهر تحركت السياسة الإسبانية المعادية
للمغرب .
وقد مثلت قضية الصحراء التي أربكت السياسة الخارجية للمغرب
منذ منتصف السبعينيات ورقة الضغط الرئيسية في يد إسبانيا ، إذ عملت هذه
الأخيرة على دعم جبهة البوليساريو المطالبة بدولة مستقلة في الصحراء ،
ويعود ذلك إلى رغبة مدريد في إشغال المغرب عن المطالبة بحقوقه الشرعية في
سبتة ومليلية ، اعتقادا منها بأن حسم هذه القضية سيجعل المغرب يتفرغ
لاستعادة ثغوره الشمالية المحتلة وتركيز جهوده عليها ، وهو ما يعني أن
إسبانيا تريد كسب المزيد من الوقت بجرجرة المغرب في موضوع الصحراء بما
يمكنها من تحضير الشروط الكفيلة بحسم ملف المدينتين حسب رغبتها في حال إذا
ما اضطرت إلى ذلك يوما ما .
وتدرك إسبانيا جيدا أن الحقوق الثابتة
للمغرب في سبتة ومليلية لن تثنيه أبدا عن رفع مطالبه في المنتظم الدولي ،
وهذا ما يفسر ربما كون الدستور الإسباني لم يضع حدودا للتراب الإسباني
والمناطق المكونة للدولة ، وترك الباب مفتوحا أمام إمكان إعادة المدينتين
إلى المغرب أو الإستقلال .غير أن إسبانيا تراهن على نجاح سياستها في أسبنة
المدينتين سكانيا وعمرانيا واقتصاديا وثقافيا لخلق واقع مختلف بجعل سكان
المدينتين يطالبون بالإستقلال الذاتي عن المغرب وإسبانيا معا إذا اقتضى
الأمر، فإسبانيا لا تريد إعادة المدينتين إلى المغرب بكل بساطة ، ولكن
تريد حلا على غرار ما حدث في تيمور الشرقية ، أي باستفتاء ترعاه الأمم
المتحدة ، وحسب رؤيتها الحالية فإن النتيجة لن تكون لصالح المغرب بسبب
التغيرات الكبيرة التي خضعت لها المدينتان . ولتأكيد هذه الهوية الجديدة
للثغرين المسلمين نظمت إسبانيا عام 1997م احتفالا ضخما بمناسبة الذكرى
الخمسمائة لاحتلال مدينة مليلية ، رافقه الكثير من الدوي الإعلامي في
إسبانيا ، والتذكير بخطر المسلمين في الجنوب .
والمفارقة الغريبة في
هذه القضية ، أن إسبانيا ظلت باستمرار تطالب بحقوقها التاريخية في صخرة
جبل طارق الخاضعة للإحتلال البريطاني منذ القرن الثامن عشر بالذرائع نفسها
والحجج التي ترفضها للمغاربة ، أي الإمتداد التاريخي والتواصل الجغرافي
والجذور الديمجرافية . وإذا كانت مطالبة إسبانيا باستعادة صخرة جبل طارق
ترتكز على واقعة تاريخية وقانونية هي اتفاقية أوتريخت عام 1713م التي
تسلمت بريطانيا بموجبها الصخرة من المملكة القشتالية ، فإن قضية سبتة
ومليلية قضية استعمار ولا ترتكز على أي مبرر قانوني أو شرعية تاريخية
معينة ، إذ لم يسبق لأي سلطان مغربي طوال القرون الماضية أن قبل التنازل
عن تلك الثغور المحتلة لفائدة الملوك الإسبان ، بل على العكس من ذلك ، قاد
سلاطين المغرب حملات عسكرية لاستعادة المدينتين ، ولم يحصل أن خمدت مقاومة
المغاربة للواقع الإستعماري ، أو تخلوا عن مطلب استرجاعهما .
إسبانيا ترفض الحوار
شكلت الأزمة التي اندلعت في شهر يوليو الماضي بسبب الغزو العسكري الإسباني
لجزيرة ليلى قرب السواحل المغربية بحوالي 150 مترا مناسبة لفتح ملف مدينتي
سبتة ومليلية ، وقد استثمرت الديبلوماسية المغربية أزمة الجزيرة لتذكير
الرأي العام الدولي بالواقع الإستعماري الجاثم على المدينتين ، كأقدم
استعمار أوربي في المتوسط ، ولم يتردد العاهل المغربي محمد السادس في خطاب
له يوم 30 من نفس الشهر عن التأكيد الصريح على ضرورة وضع هذا الملف الشائك
قيد الحوار مع إسبانيا ، من أجل تصفيته النهائية، وتجديد إقتراح والده
بتكوين\\"خلية تفكير\\" بشأن المدينتين .
لكن إسبانيا جددت ما كانت
تؤكده دائما ، من أن سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان ، وصرحت وزيرة
الخارجية الإسبانية آنا بلاثيو أن \\" سبتة ومليلية جزء من الإتحاد الأوربي
، على عكس جبل طارق مثلا \\" ، وقالت بأن المفاوضات مع المغرب ، والمقررة
خلال شهر سبتمبر، لن تتعرض لموضوع المدينتين أو لقضية الصحراء ، بل لموضوع
قوارب الهجرة السرية والمخدرات والتهريب .
وأمام التعنت الإسباني ،
وإصرار المغرب على استعادة المدينتين واستكمال وحدته الترابية ، تظل جميع
الإحتمالات واردة ، بما فيها النزاع العسكري ، وبين هذه الإحتمالات ، تبقى
قضية سبتة ومليلية شاهدة على الماضي الصليبي في المتوسط ، وبؤرة من بؤر \\"
صدام الحضارات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل"*تتمة*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
arrif :: شـــبــكــــــة الـــعـــامـــــة :: حــوارات والــنـقـاشـات الـجـــادة-
انتقل الى: