arrif
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


AZUL
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
majdouline
ا
ا
majdouline


انثى
عدد الرسائل : 665
العمر : 36
الــــدولـــــة : MAROC
الــــمديـنـة : RABAT
الـمــوقـــــع : www.arrif.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 20/08/2008

سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل" Empty
مُساهمةموضوع: سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل"   سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل" I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 27, 2008 6:44 am

بالرغم من أن العلاقات الإقتصادية بين المغرب وإسبانيا تعتبر في حالة جيدة
، ويشهد عليها واقع الإستثمار الإسباني بالمغرب - بحيث أن إسبانيا تعد
الشريك الإقتصادي الثاني بالنسبة للمغرب بعد فرنسا ، التي تعد الشريك
الأول - فإن العلاقات السياسية والديبلوماسية بين البلدين لا تتناسب وحجم
التبادل الإقتصادي والتجاري ، وتعكس هذه العلاقات عمق الخلافات الجانبية
العديدة التي تمتد في جذور التاريخ والحقبة الإستعمارية إبان النصف الأول
من القرن الماضي ، لكن تظل قضية سبتة ومليلية وبعض الجزر أهم القضايا
الثقيلة التي تجعل العلاقات بين المغرب وإسبانيا تتأرجح دوما بين الهدوء
والتوثر .وقد دلت التطورات الأخيرة في شهر يوليو الماضي بسبب أزمة جزيرة
ليلى المغربية ، على أن ملف المناطق المغربية المحتلة يمكن أن يكون سببا
للنزاع العسكري ، ويبقى مرشحا باستمرار لإشعال حرب في هذا الجزء من
المتوسط . ما هي خلفيات وجذور هذا الصراع ؟ ما هي المواقف الإسبانية
والمغربية بشأن سبتة ومليلية والجزر الأخرى ؟ وما هي انعكاسات ملف
المدينتين على الملفات الثنائية الأخرى ؟ وأخيرا ، أي مستقبل للعلاقات بين
البلدين ؟.
أسئلة نحاول مقاربتها من خلال المقال التالي.
جذور صليبية للإحتلال
تعتبر مدينتا سبتة ومليلية إحدى مخلفات المجابهة بين العالم الإسلامي
وأوربا الكاثوليكية في فترة الحروب الصليبية في القرن الخامس عشر الميلادي
، والتي كان البحر المتوسط مسرحا لها ، فمنذ وقت طويل ارتبط مصير
المدينتين بالمضيق البحري العام الذي يربط المتوسط بالمحيط الأطلسي. وقد
دفعت مدينة سبتة طوال مرحلة المواجهة بين أوربا والعالم الإسلامي من خلال
الحملات الصليبية ثمن موقعها الجغرافي الإستراتيجي الذي جعلها بوابة
العالم الإسلامي للزحف على أوربا ، ومنفذ الصليبيين لإحكام السيطرة على
أراضي الإسلام ، ولعل أوربا النصرانية كانت تتطلع إلى احتلال هذا الثغر
الإسلامي وتحويله إلى قلعة ضد تمدد أطراف العالم الإسلامي نحو القارة
العجوز ، وهي تستعيد ذكرى عبور الفاتح \\" طارق بن زياد \\" منه نحو الأندلس
في عام 711م .
وتعود بداية سقوط المدينتين تحت الإحتلال الأوربي
النصراني إلى تضعضع إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر
الميلادي حين بدأ الخلاف يدب بين أمراء المسلمين في الأندلس \\" وصاح فوق
كل غصن ديك \\" بتعبير لسان الدين بن الخطيب في وصف حالة هذا التهارج
والإقتتال بين الأمراء ، فانتهز زعماء قشتالة - إسبانيا حاليا - والبرتغال
الفرصة للقضاء على الوجود الإسلامي في هذه البقاع الإسلامية ، فيما سمي
بحروب الإسترداد ،وكانت غرناطة آخر هذه القلاع التي سقطت عام 1492م .
والمعروف تاريخيا أنه بعد سقوط الأندلس ، أطلق بابا الفاتيكان يد إسبانيا
في الساحل المتوسطي للمغرب ، والبرتغال في الساحل الأطلسي. وعلى حين سقطت
سبتة في يد البرتغاليين عام 1410م ، بقيت مليلية تقاوم جيوش الإسبان حتى
سقطت عام 1497م ، في إطار خطة عامة للإسبان والبرتغاليين لمحاصرة أقاليم
الغرب الإسلامي واحتلال أراضيه ، ومن تم تحويلها إلى النصرانية عملا بوصية
الملكة \\" إزابيلا \\" الكاثوليكية المذهب ، والتي نصت على ضرورة قيام
الكاثوليك بغزو بلاد المغرب وتحويل المسلمين المغاربة إلى الدين النصراني
، ورفع علم الصليب المسيحي عليه بدلا من أعلام الهلال الإسلامي. وظلت سبتة
تحت الإحتلال البرتغالي في يد الإسبان عام 1735م ، فدخلت تحت التاج
الإسباني ولم تخرج إلى اليوم .
وقد حاول المغاربة في القرون التالية
لاحتلال المدينتين استعادتهما من قبضة الغزو الصليبي النصراني ، وكان أبرز
هذه المحاولات محاولة المولى إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي ، حيث
حاصر المسلمون في هذه الفترة مدينة سبتة ولم يقدر لهم أن يفتحوها ، وكذلك
محاولة المولى محمد بن عبد الله عام 1774م لمحاصرة مدينة مليلية ، ولم
يفلح المسلمون في تخليصها من يد الإسبان .وقد بذل سكان المدينتين من
المسلمين جهودا كبيرة للتمرد على واقع الاحتلال في نهايات القرن الثامن
عشر وبداية القرن العشرين ، وبين عامي 1921و1926م قاد البطل المغربي محمد
بن عبد الكريم الخطابي ثورة ضد الإسبان في الشمال المغربي ، لكن إسبانيا
تصدت لها بالتحالف مع دول أوربية أخرى بعد أن أشعلت ثورته شرارة الجهاد في
المدينتين . وحاول الجنرال فرانكو دغدغة المشاعر القومية لسكان سبتة
ومليلية لدعمه في حربه ضد حكومة الجبهة الشعبية ، إذ وعدهم بمنحهم
الإستقلال إذا ما تولى السلطة في إسبانيا ، واستطاع بذلك تجنيد الآلاف
منهم في الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936م دون أن يفي بوعده لهم.
وهكذا ظل هذان الثغران المسلمان يدفعان الثمن باستمرار في كل مرة ، مرة
لموقعهما الجغرافي على الواجهة بين أوربا وإفريقيا ، ومرة لوقوفهما مع
الجنرال فرانكو ، وثالثة بسبب زحف المسلمين من سبتة نحو شبه الجزيرة
الإيبيرية .
خطة أسبنة المدينتين
منذ احتلال المدينتين بذلت
جهود متصلة لطمس المعالم الإسلامية فيهما ، جهود لا تتميز في شيء عن تلك
التي بذلها الصليبيون والتتر والمغول في كل بقعة إسلامية وضعوا أيديهم
عليها ، أو تلك التي يبذلها الصهاينة في فلسطين اليوم، فدكت الصوامع وهدمت
المساجد . ويذكر المؤرخون أنه عندما سقطت مدينة سبتة كانت مآثرها تفوق
مآثر القيروان ، إذ كان بها ألف مسجد ونحو مائتين وخمسين مكتبة ، ولم يبق
من هذه المعالم الحضارية الإسلامية سوى مساجد قليلة لا تزيد عن أصابع اليد
الواحدة ، بينما حرف الإسبان اسمها إلى \\" سيوتا \\" .
وقد وضعت
إسبانيا إجراءات قانونية عدة للحد من هجرة المسلمين نحو المدينتين ، بهدف
محو الوجود الإسلامي بالتدرج ، وشجعت بالمقابل الهجرة الإسبانية وهجرة
اليهود الذين تزايد عددهم في الستينيات والسبعينيات خصوصا في مدينة سبتة ،
كما ضيقت على السكان المسلمين هناك ومنعتهم من تراخيص البناء وحاصرت
نشاطاتهم الدينية والثقافية .
وللحد من أعداد المسلمسن في مدينة سبتة
أصدرت سلطات مدريد قانونا يعتبر بموجبه كل من يولد في مدينة سبتة إسباني
الهوية .وخلال سنوات الاحتلال لم تكف إسبانيا عن سياسة \\" أسبنة \\"
المدينتين نهائيا لابتلاعهما وتغيير هويتهما العمرانية والسكانية ، عازمة
على تأبيد الاحتلال ووضع غطاء الشرعية عليه ، مستبقة أي مطالبة مغربية
باستعادة المدينتين ، وفارضة أمرا واقعا سيكون إلى جانبها في أي مفاوضات
مع المغرب بهذا الشأن ، وكان الجنرالات الإسبان يعلنون دائما أن حكومتهم
\\" لن تعيد المدينتين بالسهولة نفسها التي تخلت بها فرنسا عن الجزائر
الفرنسية \\" .
اتفاق مدريد السري
في شهر نوفمبر عام 1975م طالب \\"
خوان كارلوس \\" لدى تتويجه ملكا على عرش إسبانيا بعد القضاء على نظام \\"
فرانكو \\" بضروة استعادة السيادة الإسبانية على جبل طارق الذي تحتله
بريطانيا مند سنة 1713م ، وقد دفع هذا الموقف السلطات المغربية إلى
التفكير جديا في مصير المدينتين السليبتين ، ومنذ ذلك الوقت لم يفتأ الملك
الحسن الثاني يعلن باستمرار أن حل قضية جبل طارق بين إسبانيا وبريطانيا
سيكون بداية الحل لقضية سبتة ومليلية بشكل أوتوماتيكي ، على اعتبار أن ما
تطالب به إسبانيا تجاه بريطانيا يدفعها إلى تفهم الموقف المغربي تجاهها .
لكن قضية الصحراء التي دخلها المغرب في تلك السنة حالت بينه وبين طرح مصير
المدينتين حتى لا يضع كل البيض في سلة واحدة ويخسر الملفين معا ، لأن
الصحراء كانت خاضعة لإسبانيا . وخلال المفاوضات التي كانت تجرى بين الرباط
ومدريد سنة 1975م بشان الأقاليم الصحراوية ، اشترطت إسبانيا على النظام
المغربي الإلتزام بشرطين أساسيين : الأول أن يسمح المغرب لأسطول الصيد
الإسباني بالصيد في المياه الصحراوية المغربية المقابلة لجزر الكناري ،
والثاني : أن يمتنع المغرب عن طرح ملف سبتة ومليلية قبل مرور عشر سنوات
على اتفاقيات مدريد التي وقعت عام 1976م .وقد ظلت هذه البنود السرية في
الإتفاق تمنع المغرب من طرح موضوع حقوقه السيادية في المدينتين المحتلتين
، لكنها في المقابل أطلقت يد إسبانيا لتسريع وتيرة \\"الأسبنة\\" في
المدينتين خلال تلك العشرية المذكورة ووصلت ذروتها عام 1985م حين منحت
إسبانيا المدينتين وضعية \\" المدن المستقلة \\". وقد وضع حزب الإتحاد
الإشتراكي الإسباني الحاكم خلال فترة الثمانينيات في عهد \\" فيليب
جونثاليت \\" مخططا سريا لتغيير الأوضاع في المدينتين لصالح الحكومة
الإسبانية ، استعدادا لانتهاء مدة اتفاقية مدريد في عام 1986م . وشمل هذا
المخطط عرقلة امتلاك المغاربة للممتلكات العقارية في المدينتين ، والطرد
الممنهج لهم وإبعادهم إلى المغرب ، حيث أقدمت في عام 1983م مثلا على طرد
1500 مغربي ، ومنع دخولهم من جديد . وفي أكتوبر 1985م بدأت إسبانيا في
تطبيق قانون الأجانب المقيمين بالمدينتين ، والذي يعتبر المغاربة هناك
أجانب فوق الأراضي الإسبانية ، وعلق أحد الكتاب الإسبان على هذا القانون
قائلا : \\" لقد وضعت إسبانيا مغاربة المدينتين في موقف حرج للغاية ، إما
أن يقبلوا أن يصبحوا أجانب على أرضهم المغتصبة ، أو يتم ترحيلهم وراء
الحدود \\" ، وأدى ذلك إلى انتفاضات في صفوف المغاربة المسلمين خلفت سقوط
شهداء في صفوفهم في يناير 1987م وهي السنة التي طرح فيها الحسن الثاني
اقتراحا بتكوين خلية مشتركة للحوار بين البلدين حول مستقبل المدينتين ،
لكن مدريد رفضت الإقتراح .
سيناريوهات المواجهة
الموقف الإسباني
من المدينتين يبقى دائما ممزوجا بالنظرة الغربية النصرانية للعالم
الإسلامي ، فرغم أمد الإحتلال الطويل ، فإن الإسبان ينظرون إلى المدينتين
نظرة الشك والإرتياب باعتبارهما خطرا إسلاميا محتملا ، سواء جاء هذا الخطر
من الداخل ، من السكان المسلمين ، الذين يعبرون بين الحين والآخر عن رفضهم
لواقع الإحتلال ، أو جاء من المغرب .وفي جميع الأحوال ، فإن الخطر يتمثل
لدى الإسبان في إمكان ربط مطلب استعادة أو تحرير المدينتين بالخلفيات
الصليبية ، وإعطائه أبعادا دينية.ويطلق الإسبان على المغاربة المقيمين في
المدينتين \\" المورو \\" وهي تسمية مأخوذة من كلمة \\" موريسك \\" التي تعني
في القاموس الإسباني بقايا المسلمين من عهد سقوط الأندلس ، غير أنهم
حرفوها ليصبح معناها\\" المسلم\\" أو العربي ، وأضافوا كلمة أخرى هي\\"مالو\\"
التي تعني الشرير ليصبح معنى عبارة\\"مورو مالو\\" هو \\" المسلم الشرير\\" ،
بل إن قديس إسبانيا هو \\" سانتو ياجو ماتا موروس \\" أي القديس \\" ياجو \\"
قاتل الموروس \\" جمع مورو \\" .
هذه الخلفية الدينية هي الثابتة في
النظرة الإسبانية إلى المغرب والسكان المسلمين في المدينتين ، وتبقى
مشحونة بكل نزعات الكراهية نحو الإسلام والمسلمين ، وتحكم الإستراتيجية
الإسبانية حيال مصير ومستقبل المدينتين .ويرى الإسبان أن المغرب يمثل
الإمتداد الطبيعي للإستعمار الإسباني بعد أن ضيعت لإسبانيا إمبراطوريتها
في أمريكا ، وقد أظهر استطلاع للرأي أنجز في إسبانيا عام 1996م أن 62% من
الإسبان يعتقدون أن البلد الذي يشكل خطرا عليهم هو المغرب ، وقال 71% من
المستجوبين إن الخطر الرئيسي ينبعث من المغرب العربي .
ويعتقد الخبراء
العسكريون والسياسيون الإسبان أن الحرب مع المغرب بسبب المدينتين قد تهدد
الأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط نظرا للأبعاد الدينية والحضارية التي
يمكن أن تنشأ عن هذا النزاع .ففي أوائل الثمانينيات أصدر صحافي إسباني
يدعى \\" داو منغوديلبينو\\" كتابا عنوانه \\" المغرب وإسبانيا أو الحرب
العالمية الثالثة \\" أكد فيه أنه بالرغم من المظاهر الإيجابية للعلاقات
بين مدريد والرباط ، فإن شبح الحرب بسبب النزاع حول مدينتي سبتة ومليلية
أمر لا يمكن تجاوزه ، لاسيما أن هذه الحرب قد تورط أطرافا ثالثة بحكم
انتماء المغرب إلى العالم العربي الإسلامي والإفريقي مما قد يوفر له الدعم
الكافي ، في حين أن إسبانيا تنتمي إلى الدول المسيحية الغربية ، من هنا
تكون هذه الحرب مرشحة للتدويل على نطاق واسع ، والتحول في إعتقاده إلى حرب
حضارية مسيحية-إسلامية.وقد أعدت المؤسسة العسكرية الإسبانية عام 1991م في
أثناء حرب الخليج الثانية ، مخططا هجوميا حمل اسم \\" المخطط الإستراتيجي
المشترك \\" ضد المغرب في حالة المواجهة ، يبين كيفية ضرب الأهداف الحيوية
المغربية أثناء أي مواجهة محتملة ، ويشرح الجنرال \\" دومنيك ريوطرد \\" هذا
المخطط قائلا : \\" في حالة تعقد الأمور سيكون الواجب الاعتماد على أطراف
أخرى \\" في إشارة إلى دول خلف الشمال الأطلسي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سبتة ومليلية : جذور الصراع وآفاق المستقبل"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
arrif :: شـــبــكــــــة الـــعـــامـــــة :: حــوارات والــنـقـاشـات الـجـــادة-
انتقل الى: