arrif
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


AZUL
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفصاحة ودلالتها، وهل هي لغة قريش تخصيصًا؟*تتمة*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
majdouline
ا
ا
majdouline


انثى
عدد الرسائل : 665
العمر : 36
الــــدولـــــة : MAROC
الــــمديـنـة : RABAT
الـمــوقـــــع : www.arrif.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 20/08/2008

الفصاحة ودلالتها، وهل هي لغة قريش تخصيصًا؟*تتمة* Empty
مُساهمةموضوع: الفصاحة ودلالتها، وهل هي لغة قريش تخصيصًا؟*تتمة*   الفصاحة ودلالتها، وهل هي لغة قريش تخصيصًا؟*تتمة* I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 27, 2008 5:56 am

ورد
في كتاب "جامع الأصول من أحاديث الرسول" قولا عن جابر هو "خرج علينا رسول
الله ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والعجمي، فقال الرسول – اقرأ فكل
حسن"(21). ونحن نلاحظ هنا هذا التساوي بين الأعرابي والعجمي في مستوى
القراءة أو التقبل، فالرسول يجيز ذلك مع اعترافه أن ثمة قصورًا في مستوى
التحصيل لدى كليهما.

وقد ذكر الفراء(22): "نجيز للأعرابي الذي
لا يتخيّر السلام عليكِم (بكسر الكاف) ولا نجيز لأهل الحضر والفصاحة. كما
أن القزاز القيرواني يذكر صراحة في "ضرائر الشعر" عن الإقواء "ولا يجوز
لمن يكون مولدًا هذا، لأنه إنما جاء في شعر العرب على الغلط وقلة المعرفة
به، وأنه يجاوز طبعه، ولا يشعر به"(23). فهو يستنكر على الحضري أن يلجأ
إلى ضرورة شعرية فالمطلوب منه هو أكثر من المطلوب من سواه.

ثم
إن الابتعاد عن الأعاجم ليس كافيًا للدلالة على فصاحة العربي، فهذه قريش
كان لها اختلاط تجاري مع شعوب أخرى، وما أنكر عليها الفصاحة أحد، كما أن
استعمال الغريب من الألفاظ لا يدل بحال على هذه الفصاحة فلفظة (صَهصَلِق)
مثلا –بمعنى ذي صوت شديد- فيها صعوبة في النطق وتنافر في الحروف، فما هو
وجه الفصاحة فيها؟

18 سورة التوبة، 97، والسؤال هو: هل يعقل أن
يكون كلام هؤلاء النموذج الأعلى لاحتذاء الفصاحة، فحتى إمامتهم بأهل
الحاضرة ممنوعة (في كثير من التفاسير) "ولا يؤم أحدهم وإن كان أقرأهم"
(انظر تفسير القرطبي ج7-8، ص148).

(19) ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص22.

(20) الجاحظ، البيان والتبين، ج1، ص173، وليس أدل على ذلك من الألفاظ التي
اتفق العرب على عدم فصاحتها نحو "مسحنفرة، تكأكأتم، بُعاق ونحوها- هي من
لغات القبائل في البوادي.

(21) ابن الأثير: جامع الاصول، ج3، ص7.

(22) الفراء، المذكر والمؤنث، ص95.

(23) القزاز، ضرائر الشعر، ص79.

من هنا فإني أصل إلى أن الكلام الفصيح هو الظاهر البيّن – كما في دلالة
المعنى- الذي تكون ألفاظه مألوفة مأنوسة بين أرباب النظم والنثر دائرة في
كلامهم(24). وعلامة اللفظة في فصاحتها أن يكون استعمال العرب الموثوق
بعربيتهم لها كثيرًا(25).

يقول الزمخشري: "المراد بالفصاحة أنه
على ألسنة الفصحاء من العرب الموثوق بعربيتهم أدور، وهم لها أكثر
استعمالا"(26)، ويشير السيوطي كذلك إلى ما نقله عن ثعلب في كتابه
"الفصيح"، أن كثرة الاستعمال هي المراد بالفصاحة(27) فيقول: "والمفهوم من
كلام ثعلب أن مدار الفصاحة في الكلمة على كثرة استعمال العرب لها ، فإنه
قال في أول "فصيحه" –هذا كتاب اختيار الفصيح مما يجري في كلام الناس
وكتبهم...ولا شك أن ذلك هو مدار الفصاحة" 28. وفي مكان آخر يقتبس
الجاربردي في شرح الشافية: "فإن قلت ما يقصد بالفصيح ... قلت أن يكون
اللفظ على ألسنة الفصحاء الموثوق بعربيتهم أدور واستعمالها لها أكثر"(29)،
كما يستشهد بقول أبي عمرو بن العلاء عندما سئل عن الفصاحة فقال: "أحمل على
الأكثر"(30).

الفصاحة، إذن، تقاس بمدى شيوعها على الألسنة وذيوعها لدى العرب وخاصة ممن "يوثق بعربيتهم" وهنا "مربط الفرس" كما يقولون.

ومهما يكن التساؤل عن هؤلاء الذين يوثق بعربيتهم ، ومهما تكن الإجابات فقد
كان اتفاق في كتب البلاغة المختلفة على أن الكلمة يجب أن تخلو من تنافر
حروفها ، وألا تكون صعبة اللفظ أو غريبة نادرة الاستعمال تحتاج إلى تكلف
الشرح، وألا تكون مخالفة للقياس اللغوي كأن يقول قائل "الأجلل" بدلا من
"الأجلّ".

(24) انظر: طبانة بدوي – البيان العربي، ص204 الذي
يوافق ما أورده ابن الأثير في المثل السائر، كما يستشهد بعبد القاهر
الجرجاني في دلائل الإعجاز الذي أولى أهمية لأن تكون اللفظة مألوفة
مستعملة وفي تركيب ملائم.

(25) القزويني: الإيضاح ص74، وبالطبع
فالمشكلة هنا هي في معنى "الموثوق بعربيتهم"، ولكن الحل يتأتى مرة أخرى
بكثرة استعمال أدبهم والاعتراف بقدراتهم.

(26) الزمخشري،
الكشاف ج2، ص231، انظر كذلك ابن جني: "الخصائص ج2، ص127 حيث تقبل الفصاحة
ممن يوثق بعربيتهم "كقبول القاضي شهادة من ظهرت عدالته – وإن كان يجوز أن
يكون – الامر عند الله بخلاف شهادته. (انظر أيضًا الملاحظة 25).

(27) المزهر ج1، ص185.

28 ن.م. ص.21

(29) ن.م. ص 187 وورد كذلك في تاج العروس (مادة فصح):" وقال أثمة المعاني حيث ذكر أهل اللغة الفصاحة فمرادهم بها كثرة الاستعمال.

(30) المزهر ص.187.

أما الكلام الفصيح فهو السهل الألفاظ، الواضح المعنى أو العبارة، ليس فيه
ولع باعتماد الإغراب أو توالٍ في الإضافات، وليس فيه تعقيد في التركيب
ليؤدي إلى الغموض بسبب اللفظ. ومن الكلام ما يكون أيضًا بليغًا إذا استوفت
الفصاحة فيه الأداء البياني أو البديعي، او أدت معاني مستجدة حسب مقتضى
الحال.

أما المتحدث الذي يوصف بالفصاحة ، فهو قادر على التعبير
بكلمات وجمل هي فصيحة ومنها ما هو بليغ في سياقة الجمالي. ووصف العرب
المتحدث الفصيح بأنه – غالبًا – لا يتلعثم ولا يتلكأ، ويكون حاضر البديهة
ينساب (أو ينثال) القول على لسانه. وهو يخضع لمقاييس متفق عليها لغويًا،
ويطلع على مفردات العربية وأساليبها، وله دراية بفنون القول أو الخطاب.

وبالطبع فإن المقاييس التي يخضع لها الكاتب أو الخطيب الفصيح هي المتعارف
عليها، ومع ذلك ثمة تجديد وإبداع هنا وهناك، ويكتسب التجديد أو الابداع
صدقية وتبريرًا إذا ما كان صاحب الخطاب مشهودًا له أو أن له آثارًا مشهورة
ومواقف لغوية يعرفها الدارسون على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم. ان الذين
"يوثق بعربيتهم" لديهم جواز مرور يقتحمون من خلاله السائد والراكد، ويأتون
بما هو غير مطروق (أي على طريق لغوي لم يسلكه أحد).

* * *
أخلص إلى القول إن الفصاحة لم تكن قصرًا وحصرًا في قريش، ولم تكن كذلك
منشودة باعتبارها مثلا أعلى في قبائل متاخمة للحضر كبني سعد بن بكر مثلا.
وهذا – بالطبع – لا يعني أن ننفي الفصاحة عن قريش أو القبائل الأخرى ،
ففيها جميعها ما دار على الألسنة – ألسنة الشعراء والكتاب والخطباء جيلا
بعد جيل. كان ذلك أولا في لغة من يوثق بهم لغة وأدبًا من الجاهليين، ثم
أصبح القرآن الكريم موئلا للفصاحة ومثلا أعلى مازال يُحتذى جيلا بعد جيل،
ومدعاة ذلك أنه دارج على أسلات الألسنة، مكرورًا في كل حين، فيكتسب
بالتكرار عذوبة تحليها محاولات متجددة لاكتشاف طاقة المعاني في آي الذكر
الحكيم.

وإذا كان ذلك كذلك ، فإن الفصاحة تكون في اللفظة
المفردة غير المتكلفة وغير الغريبة، وتكون في الجملة سهلة الأداء وواضحة
العبارات – وقد تكون هذه الجمل بليغة وقد لا تكون - ، ثم إن المتحدث يقتضي
بعض المواصفات حتى يكون فصيحًا، فلا يخالف القياس اللغوي المتعارف عليه،
وعندها يتجاوب المتلقون مع عبارته ويواصلون بينها وبين ما يعرفون. وهو في
إتقانه اللغة السائدة يستطيع أن يقتحم أو يبتكر عوالم جديدة من الفصاحة
الجديدة، لتظل المقاييس في حركة تغيير متواصلة.
[/size]

ـــــــــــــــــــــ

المصادر

1 - القرآن الكريم
2 – ابن الأثير : جامع الأصول من أحاديث الرسول ، دار إحياء التراث ، بيروت ، د.ت .
3 – ابن جني : الخصائص - ( حققه محمد علي النجار) ، ط 2 ، دار الهدى للطباعة ، بيروت ، د . ت .
4 – ابن عبد ربه : العقد الفريد ( ج 2 ) ، دار الكتاب العربي ، بيروت – 1956 .
5 - ابن فارس : الصاحبي في فقه اللغة العربية ، دار الكتب العلمية ، بيروت – 1997 .
6 – ابن منظور : لسان العرب ، دار صادر ودار بيروت ، بيروت – 1968 .
7 – ابن هشام : السيرة النبوية ج 1 ، ط2 ، شركة ومكتبة البابي الحلبي ، القاهرة – 1955 .
8 – البخاري : صحيح البخاري ، دار مطابع الشعب ، القاهرة – 1980 .
9 – ثعلب : مجالس ثعلب ، ( القسم الأول ) ، شرح وتحقيق عبد السلام هارون ، دار المعارف
بمصر – 1950 .
10 – الجاحظ : البيان والتبيين ( ج 1 ) ، ط 5 ، مكتبة الخانجي ، القاهرة – 1985 .
11 - : الزبيدي ، المرتضى : تاج العروس من جواهر القاموس ، منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت – د . ت .
12 – الزرقاني : مناهل العرفان في علوم القرآن ، دار الفكر ، القاهرة ، د . ت .
13 – الزمخشري ، جار الله : الكشاف في حقائق التنزيل ، ( ج 2 ) ، شركة ومطبعة البابي الحلبي ،
القاهرة ، د . ت .
14 – السيوطي ، جلال الدين : المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، ( ج 1 ) ، دار الجيل ، بيروت ، د . ت .
15 - ........................... : الإتقان في علوم القرآن ، تحقيق محمد
أبو الفضل إبراهيم ، مكتبة دار التراث ، القاهرة – د . ت .
16 – صفوت ، أحمد : جمهرة خطب العرب ، ( ط 2 ) ، شركة ومطبعة البابي الحلبي ، القاهرة – 1962 .
17 – طبانة ، بدوي : البيان العربي ، ط 5 ، دار الثقافة ودار العودة ، بيروت - 1972 .
18 – علي بن الجهم : ديوان علي بن الجهم ( ط 2 ) ، - تحقيق خليل مردم بك - ، دار الآفاق ،
بيروت – 1985 .
19 – علي ، جواد : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، دار العلم للملايين ، بيروت – 1978 .
20 - الفراء : المذكر والمؤنث ، ( تحقيق رمضان عبد التواب ) ، دار التراث ، القاهرة – 1975 .
21 – القرطبي : الجامع في أحكام القرآن ، دار الكتب العلمية ، بيروت – 2000 .
22 - : القزاز القيرواني : ضرائر الشعر ، منشأة المعارف ، القاهرة – 1973 .
23 – مسلم : صحيح مسلم ، ( شرح النووي ) ، ج 15 ، دار الريان للتراث ، القاهرة - 1978
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصاحة ودلالتها، وهل هي لغة قريش تخصيصًا؟*تتمة*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
arrif :: «۩۞۩-شــبــكـــــة عـــلــــوم وثـقــافــــة ۩۞۩» :: الــــغــــــة الـــضــــــــاد-
انتقل الى: