arrif
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


AZUL
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة*تتمة*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
majdolin
زائر
Anonymous



دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة*تتمة* Empty
مُساهمةموضوع: دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة*تتمة*   دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة*تتمة* I_icon_minitimeالسبت أغسطس 23, 2008 4:33 pm

على هَدْي من هذه الوثائق , التمستُ
مقاطع الحقّ , في
هذا الأمر الجديد وصاحبِه, من معادنها , غيرَ متأثّر بسياسة من

السياسات , أو
عصبيّة من العصبيّات

وبين كلِّ أمرٍ
وصاحبِه , تقوم علاقة

وآصرة , وتَعَرُّفُ
صاحب الأمر يتقدَّم تعَرُّفَ أمره ؛ لأنه هو مصدره , وإليه

يؤول.
وقد تعرّفت سيرةَ (محمّد بن عبدالوهّاب) في كتب
المقربين إليه , والقريبين
منه زماناً ومكاناً , فهم أعرف به , ولم ألتمس شيئاً من

أمر في كتب مؤرخيه
الثانويين ونحوهم
.
وتعرّفتُ دعوتََه ,
والعِلم الّذي طُبِعت

به , من مؤلفاته , وهي
أنواع .. سيرة نبويّة, وتفسير , وحديث , وأحكام , وتوحيد
,
ومما هو أدلّ منها
على طبيعة فكره واستقبال رأيه , أعني فتاواه ورسائلَه ومجادلاته

ومراسلاته مع
العلماء والرؤساء في جزيرة العرب وما رواء جزيرة العرب في شأن دعوته
:
مَناشِئِها , ومبادئها
, وغاياتها , وأصولها , وأدلتها. والمرء وما يقوله ويقره

ويفصح عنه من نيّته
وعلمه ، لا ما يقوله خصومه

فيه.
وأشهد مخلصاً أن
بين سيرة (محمّد بن عبدالوهاب) ودعوته, ولأسمِّها: الدعوة
التجديدية , رحماً واشجة , وآصرة وثيقة
محكمة , يبدوان من غير تكلف للرؤية في هذا

التطابق التام بين الفكر والتطبيق , وبين
ضلاعة الدعوة وضلاعة صاحب الدعوة وشخصيه

المتميزة بأنواع من الصفات الأصلية , ومنها
ضلاعة تكوينه البدني , وضلاعة إيمانه
,
وصلابته , وتمسكه بالسنة.
والآثارُ عامّةً ،
في حال قوتها أو ضَعْفها , نتيجة حال

المؤثر ومزاجه كما
هو معروف في مدركات العقل ومسلماته , وما خلا أدبنا العربي

الأصيل من الإشارة
إلى هذه الحقيقة المسلمة ومن ملحظ العلائق بين الإنسان وما يصدر

عنه من شيء.
ألم يقل أحمد بن
الحسين أبو الطيب قبل ألف

عام
على قَدْرِ أهلِ
العزمِ تأتي العزائمُ ** وتأتي على قدر الكرم

المكـارم؟
وضلاعة (محمّد بن عبدالوهاب) في تكوينه
الجسمانيّ , وفي
مواهبه وملكاته .. عجب من العجب فإن كل شيء فيه على غاية من القوة

والبروز.
ضلاعته في تكوين
الجسماني , تبدو في الرجولة الناضجة التي باكرت صِباه
,
وفي الاحتلام الذي
أسرع إليه قبل إكماله الثـانيـــــة عشرة من عمره , فأحصن من فوز

احتلامه.
واقترنت بهذه
الضلاعة الجسمانية ضلاعة نفسية بالغة , فإذا هو يتحمل

تَبِعات الزوجية , ويتصـــــرف
بنفسه فرداً في هذه السنّ الطفولية , فيَعْرَوْرِي

فِجـــاج الأرضيين
الموحشة البعيدة المُنْتَأَى بين العيينة ومكة المباركة , فيؤدي

فريضة الحج, ويؤم
المدينة النبوية الطيبة المباركة , فيقيم بها شهرين متتابعين
,
مصلياً بالمسجـد
النبوي طلباً للأجر المضاعف , ثم متشرفاً بسنة الزيارة: زيارة

الرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم , والسلام عليه , ومستنشقاً أرج النبوة من كتب
,
ومستفيداً من سماع
الدروس في المسجد النبوي المبارك , ثم يعود من متع الروح والقلب

,
مَزْهوّاً بحجه
وزيارته وصلواته , وفرحاً بما شاهد من منازل الوحي وبما سمع من

علماء الحرمين.
وإلى جانب هذه
الضلاعة النفسية العجيبة , تبدت ضلاعته الذهبية في سرعة

حفظه وحدّةِ فطنته
ويَقَظَةِ قلبه وعمق فهمه ، ومن بيّنات ذلك أنه حفظ القرآن

العظيم عن ظهر
القلب قبل بلوغه العاشرة من العمر ، فأدهش الناس من حوله ، وقرأ

الفقه على أبيه (القاضي
عبدالوهاب بن الشيخ الفقيه سليمان التميمي) ، وأقبل على كتب

التفسير والحديث
والعقيدة يلتهمها التهاماً ، وطالبُ العلم النجيب نَهِمٌ لا يشبَعُ

،
وفي اللغة العربية ما في عيون المها من السحر الحلال ، وما يأخذ بمجامع الأفئدة

من الإيقاع والفتون
، وفي كتب التفسير والسُّنّة الصحيحة المطهرة والفقه والتوحيد ،

الزّادُ الطَّيّب
الذي يغذي العقول ، وينوّر البصائر ، ويشرح الصدور ، ويفقّه

النفوس بما لها وما
عليها ، لتقول طيّباً ، وتعمل صالحاً ، وفيها العلم العظيم الذي

لا أجلَّ منه في
علوم فقه الحياة جمعاء
.
ومن هذا الفناء في العلم ، في أصغر سن
، بلغ الصّبيّ

العبقريّ ما لا يبلغه كبــار السن في
الأمد البعيد ، وفاض على قلمه ما وعاه فؤاده ،

فإذا هو في سرعة الكتابة مثله في سرعة
الحفظ: يكتب في المجلس الواحد كرّاسةً من غير

تعب ، فما أشبهه في حالاته العجيبة بـ(تقيّ
الدين بن

تيميّة) العظيم في طفولته في
الخوارق النفسية والذهنية وسرعة الحفظ وسرعة

الكتابة وحدة الفطنة وكثرة الاستيعاب
، الذي أدهش دنيا الشام من حوله ، وصار

مَثَلاً مضروباً في عبقرية المواهب
العالية ؛ فلا تثريب على
(عبدالوهّاب) الفقيه القاضي وإمام
الجماعة في بلده أن يطير سروراً

وإعجاباً بصبيه العبقري النجيب ، وأن
يتحدث لأصحابه عن مدركاته ، وأن يعلن أنه

استفاد منه فوائد في الأحكام قبل
بلوغه ، بل لا تثريب عليه أنْ رآه أهلاً للصلاة

بالجماعة ، وهذه رجولته ومعرفته
بالأحكام وحفظه وديانته وعقله ، فقدّمه إماماً يؤم

المصلّين ، فارتضوه معجبين.
وما يلبث الصّبي
الرَّجل طالبُ العلم الناشئ أن يدفعه وعيه

العميق إلى
الموازنة بين ما يقرأ من مسائل التوحيد الخالص وما عليه ناس ببلده من

مخالفة له في بعض
تعبّداتهم، ومن تعلقهم بالبِدع ومحدثات الأمور، فيثور ثائرة
..
يردَعُ العامّة عن
منكراتهم، وينكر على العلماء أنهم يرون الاعوجاج ولا

يقوِّمونه.كان ذلك بدء الإشارة إلى ما سيكون عليه شأنه
في الإصلاح في


مستقبله.
وقد كبُرَ على
القوم نكيرهُ، فضحِكوا منه، فارتدَّ إلى نفسه مفكِّراً في

الأمر، فتحدّثه
أنّه لن يتمَّ له تغيير الحال في مثل سنه، وأنه لابُدَّ له من أشياء

يحققها لتكون ظهيره:
من علم أوسع من العلم الذي ملك، وتجاربَ وحنكة ما ظفر منها

بشيء بعدُ، وسنٍّ
أكبر يطاع في مثلها إذا جهر بالحق وصدع به، فعزم أن

يبدأ.
إنّ مثل هذه الرؤية
الصحيحة في هذه السنّ الصغيرة، لا تكون إلا من شيخ

محنّك حكيم، أو
عبقريّ مُوَفَّق ومُلْهَم.. وقد كانَهُ هذا الصَّبِيُّ

الرَّجلُ!.
ولكأنّه في بؤرة
تصوُّره العميق لحاضر أمره ومستقبله، قد حضرت ملكاته

كلها، وظل الشأن
موقوفاً على إنفاذ العزم
.
فإذا عزيمته حاضرة
عنده، تتوثَّب به،

وتحدوه على المضي
بِداراً إلى غايته، وقد فعل
.
ومن المرجح انّ ذلك
كان قبل بلوغه


العشرين.غادر مسقط رأسه إلى حيثُ يتاح له أن يعدّ
نفسه إعداداً كاملاً للاضطلاع

بالأمر الكبير الذي
ينوي تحقيقه
.
فإلى أي ناحية
اتّجه


ورحل؟.
قَصرَ مؤرّخوه
المقرّبون مواضعَ رحلته على البصرة والأحسـاء والحرمين،

وأضاف مؤرّخوه
الثانويّون أقطاراً ومدناً كثيرة.. أضافوا مصر والقدس ودمشق وحلب

واسلامبول وبغداد
وكردستان وهمذان وأصفهان والرّيَّ وقُمْ، وسمِعتْ بأخرة من يقول

أنه قرأ في كتاب
مخطوط لشيخ من الموصل يقول فيه: إنّه
(أي
محمد بن


عبدالوهاب) أخذ عنه. والأدلة، لتصحيح هذه
المضافات إلى الأقطار الثلاثة،

ليست متوافرة.]ويعنينا من هذه الرحلات أن نعرف ماذا أفاد من علم، وكسب من تجاربَ،
وخبر


من أحوال هذه
المجتمعات في شرقي جزيرة العرب وغربيها وشماليها، وماذا انعكس من هذا

كلّه على فكره من
تصورات، وارتسم في ذهنه من خطوط الإصلاح

ومساره.]كانت هذه المدن التي رحل إليها طلباً للعلم، أكبر مباءات العلوم
العربية


والشرعية في جزيرة
العرب، يفد على مدارسها الطلابُ من نجد ومن الأقطار

الإسلامية.]وفي البصرة، وقد أمّها مرَّتين وكانت إقامته فيها أطول إقامة قضاها
خارج


بلده، لقي جماعة من
العلماء، سُمِّيَ منهم واحدٌ وهو
(الشيخ
محمّد


المجموعيّ) ، تلقى عليهم النحو فأتقنه، ودرس الحديث
والفقه، وفقهُ البصرة في

الغالب فقه مدرسة
أبي حنيفة
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة*تتمة*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
arrif :: الإســــــــــــــــــــــــلام-
انتقل الى: