arrif
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


AZUL
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
majdolin
زائر
Anonymous



دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة Empty
مُساهمةموضوع: دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة   دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة I_icon_minitimeالسبت أغسطس 23, 2008 4:30 pm

الحمدُ لله وحدَه ُ، بيده ناصيتي ،
وله الأمرُ كلُّهُ... والصّلاة والسّلام على خير خلقه محمد بن عبدالله ، وعلى آله
وصحابته ومن والاه.

أمّا بعدُ،
فإن عنوان الأسماء العالية في التاريخ
العربي الإسلامي الحديث ، كالشمس يُذْكَرُ غير ملقّب، لأنّه يسمو على التلقيب
بالألقاب ، والتحلية بالنّعوت.

إنّه لا يعرف بها ، ولكن هي تعرف
به.
وإنّ
حلية مثله لفي عَطَلِه.

والجواهرُ تُذكرُ أسماءً مجرّدة ، ولا توصف ؛ لأنّ معانيها
هي أوصافها.

ويقال "الشّمسُ" و "القمرُ" ولا يُحَلَّيان ، لأنّ حليتهما في كمالهما
وتمامهما.

ما كلام الأنامِ في الشّمس، إلا *** أنّها الشمسُ، ليس فيها
كلام!

وقديماً أنكرت طباع العرب أن يعرَّف المشهور في الأمْلاء ، فقال
قائلهم:

"قد عرفناه ، وهل يخفى
القمر

وإنّ من الأسماء نكراتٍ ، مُغْرِقةً في التّنكير، حُلّيت بالألقاب ،
ورُصَّت لها ألفاظ التّفخيم والتّعظيم رصّاً سطوراً بعد سطور ، لِتُعَرَّفَ
فَتُعْرَفَ ، فما زادتها إلا تنكيراً وضموراً وخفاءً ، ومات أصحابها وما
ذُكِروا.

وقد يموتُ أُناسٌ لا تُحسُّهُمُ *** كأنهم من هَوانِ الخَطْب ما
وُجِدُوا

لقد نزعت الأصالة العربية إلى التجريد ، وتعلقت بالجواهر والمعاني ,
فسَمَّتْ عظماءها أيام العزّة بأسمائهم المجردة ، ولم تغرقهم
بالألقاب.

ولمّا استحل بعضُ الطِّباع ، أيّامَ تغلّب البُغاة الطُّغاة على ديار
العرب والإسلام ، استحلى المستدرَجُون المستكينون ما حلاهم به من الألقاب البراقة ،
واستعذبوا ما أذاقوهم من حلاوات الرُّتَب المُعْلِيِة
المُدْنِية.

وفي سِمات أيام العزّة جمالٌ وجلالٌ فطرّيان ، عليهما من الصّدق
والصّفاء رونق ورُواء ، وبالمعاني تشاد المعالي ويرفع
البنيان.

فلا عَلَيَّ أن أُسمّي "محمد بن عبدالوهاب" ولا
ألقّبه.

إنه معنى كريم .. استقرّ في الضّمائر ، وليس جسداً تطوف حوله الأجساد .
في حروف اسمه القلائل الصِّغار ، خِصال عبقرّية كِبار .. ائتلفتْ فأنشأتْ مزاجاً
فرداً ، عجيباً في أخذه وعطائه.

ذهنيّةٌ عبقرّبة ، في تكوينٍ سَوِيّ ، من
طِراز خارق للمألوف قياساً إلى العادة والزمان والمكان ، وفي حاقِّ الجِبِلَّة
والتّكوين

وقوّةٌ نفسيّة وثقى ، متوثّبة ومتحدّية .. تفرض الهزيمة على القُوَى
المضادّة فرضاً ، وتثبت ثباتَ طَمّاحِ الذوائب الأشمّ بوجه الأعاصير ، تتناوح من عن
يمينه وشماله ، ومن أمامه ومن خلفه ، تريد زحزحته ، فترتدّ عنه وتبيد ، وهو(هُوَ)غير مضار.

وقِيَمٌ خُلُقية صافية صفاءَ ألق الضّياء
في يوم الصحو البهيج ، ليس دونه حجاب .. ترفعت على شهوات النفس ، وتحلت بالإيثار ،
يصرّفها عقل دَرّاك وقلب يَقِظُ ، وترفدها الرَّكانة والزَّكانة ، والتصوُّرُ
الشُّموليّ الذي يخرج من دائرة الفكر المحدود ليبسط أبعاده على
الآفاق.

وقد يكون الإنسان صاحب ذهنّية عبقريّة ، ولكنه لا يملك القوّة النّفسيّة
المتوثّبة المتحدّية . فيكون منه صاحبُ تصورات فكريّة ، وليس صاحب قوّة فاعلة ، وقد
يُغْنِي في مجال الفكر ، ولا يُغْنِي في مجال
الفعل.

وقد يكون صاحبَ قوّة نفسيّة ، ولكنّه لا يملك القوّة الذهنيّة العبقريّة
التي تصرِّف القوّة على مَسار السَّداد والتّوفيق ، فتتعطل قوته ، فلا يأتي بأمر ذي
بال.

وقد يكون صاحبَ ذهنيّة عبقريّة وقوّة نفسيّة متوثّبة ، ولكنّه يفتقد
القيم الخلقيّة الرفيعة ، فلا تُجْديهِ خاصِّيَّتاه ، أو يفتقد العقل الشّموليّ ،
فيحبس جهده على أفق خاص يدور في دائرته الضَّيِّقة ، محدوداً بحدودها ، لا يخرج
منها إلى ما وراءها من آفاق وأبعاد .. فلا يكون منه أمر
كبير.

ولقد جمع الله في (محمّد بن عبدالوهاب) هذه
الخصالَ جمعاء ، متمازجةً متحابّة ، ومترافدة ، ليجيء منه الإنسان العظيم ، الذي
يصنع العظيم.

وهنا يجيء السؤال الكبير:
ما الصنع العظيم الذي صنعه (محمّد بن عبدالوهّاب
الجوابُ عن هذا السؤال الكبير ، يصوغه
واقع التاريخ وحقائقه ، ولست أنا من يصوغه.

واقع التاريخ ، يقرر في صراحة ووضوح بيان
أنه الرجل الذي أيقظ العملاق العربي المسلم من سُبات في جزيرة العرب دام دهراً
داهراً ، وأشعره وجوده الحي الفاعل ، وأعاد إليه دينه الصحيح ، ودولته العزيزة
المؤمنة ، ودفعه إلى الحياة الفاعلة ليعيد سيرة الصدر الأول عزائمَ وعظائمَ
وفتوحاً..

ويقرر غيرَ مُنازَع أنّه رجل التوحيد والوحدة ، والثائر الأكبر الذي رفض
التفرق في الدين رفضاً حاسماً ، فلم يكن من جنس من يأتون بالدعوات ليضيفوا إلى
أرقام المذاهب والطرائق المِزَقِ رقماً جديداً ، يزيد العدد ويكثّره ، ولكنّه أوجب
إلغاءَ هذه الأرقام ، ودعا لتحقيق "الرقم الفرد" وحدَهُ: الرقم الذي لا يقبل
التجزئة كالجوهر الفرد ، ألا وهو(الإسلام).

والإسلام ، طريقة واحده ، لا تتفرّع ، ولا
تتعدّد.

وقد جاءت البينات كفلق الصباح بأن هذا "الرقم
الفرد
" هو الذي استقام به أمر العرب ، وكوّن الوحدة الكبرى ، والدولة العظمى
وقد انضوى تحت لوائها الخفّاق أهل الأرض من كل جنس مابين مشرقٍ للشمس ومغيب ،
متآخين في الله ، متساوين في الحقوق ، لا فضل فيها لأحد على أحد إلا بتقواه ،
متعاونين على بناء حضارة أخلاقيّة جديدة تجمع إلى مطالب المادة مُسْتَشْرَفات
الروح.

المجد العظيم .. فجاء (محمّد بن عبد الوهّاب) داعياً
للعودة إلى الأصل الذي قام عليه ذلك المجد وعلا سمكه وعزّ وطال ، وقد حقق ما أراده
في جزيرة العرب ، وأشاع اليقظة في العالم المسلم ، وكان لدعوته في كلِّ صُقعٍ أثرٌ
مشهود.

فهذا هو الصنع العظيم ، الذي صنعه الرجل
العظيم.

*****جاء (محمد بن عبد
الوهّاب
) على فترة من المصلحين الكبار أصحابِ الأصوات الجهيرة في الإصلاح
والدعوة إلى التوحيد والوحدة ، وحين ظُنَّتِ الظَّنون بالعرب وبالمسلمين ، إذ اكتنف
الظلام جِواءَ العالم المسلم ، وانبهمت المطالع ، وركدت ريح العرب في ديارهم ، و
تفرّقت كلمة المسلمين ، فضعفوا ، وهان شأنهم على الأقوياء، فطمع فيهم الطامعون من
كل جنس.

وكان إشراق النور الجديد من قلب هذا الظلام ، من الأرض القفرة ، عجباً
العجب، ومثار دهشة الغرب خاصة ، إذْ كانت دُوَلُه بعد عصر (الرّينصانص) والثورة الصناعية ، تُعِدّ العُدَد ، وتتآمر فيما
بينها على العالم المسلم ، وتتحالف للسيطرة على ينابيع ثرواته العظيمة .. تغني بها
فقرها.

وكان قد استقرّ عند هذه الدّول أن العالم المسلم قد صار جثة هامدة لا
حراك بها ، فلا بد من أن تكون هي وارثة أرضه وكنوزه ومعادنه
وخيراته.

فلما سمعت صيحة الإسلام الجديدة المدوّية تنطلق من بين رمال الزيرة
دهشت، فأسرعت تراجع ظنونها الخائبة ، وارتدت إلى أذهانها صيحة الإسلام الأولى
وانبعاثه من هذه الجزيرة العربية نفسها كالأَتِيَّ يتحدّر دفّاقاً من مَخارِمِ
الجبال إلى أطراف المعمورة فتحا وإنشاء وإعماراً ، لا أَجَلَّ منه ولا
أروعَ.

فانتصبت لهذا الأمر الجديد .. ترصد أخباره ، وتتعرّف مَوارِدَهُ
ومَصادِرَه ، وتتبين مبادئه وغاياته ، عسى أن يكون فجره كاذبا ً، وأن يعود نشوره
موتاً.

حتى إذ كذّب
الواقع أمالها ، طفِقت تحاول إبطاله ، فأوحت إلى وسائل إعلامها أنْ تُلقي الشبهات
عليه ، وتشوّه صورته ، فرمته ورمتِ الناهضَ به بالعضاهة ، وخلّطت ما شاءت لها
الأهواء أن تخلّط مما يعرفه العارفون وما بنا حاجة إلى ترديده ، وقلّصتِ الشأنَ
كلَّه حين وضعت هذا الأمر الجديد العظيم في بؤرة الطائفية التي تزيد أرقام الطوائف
رقماً جديداً ، أي عكست الحال ، فنبزته بالوَهّابية "wahhabism" وأذاعت هذا النَّبْزَ الأنباءُ الجوائب ، فتلقفته
الأسماع ، وردَّدَته الألسنة ، ودونته الصحف والمجلات والكتب ودوائر المعارف الكبرى
بكل لسان.

وراق الدولة العثمانية هذا النَّبْزُ ، فأجرته على ألسنة الدراويش
ومرتزقة طعام التكايا والزوايا من تنابلة السلطان ، وأفرطت في إلقاء الشبهات عليه
وتشويهه ، ولا سيما بعد استفحال شأنه ، وقيام دولة التوحيد والسُّنّة في جزيرة
العرب على أساسه وقواعده ، فلم يكن نبز أشنع من نبز الوهابيّة في طول ممالكها
وعرضها ، ودام ذلك أمداً ، ووعينا إبّانَ الطفولة وهو يقرن في بلادنا بما يسمونه
"الفرمصونية" و"البُرْتكيشية" و"المسقوفيّة" ويعنون "الماسونية" لكفرها
، و"البرتغالية" لسوء أفعال البرتغال إبان احتلالهم بلاد
الخليج العربي وعُمان وغيرها ، و"الروس" لحروبهم الدولة الإسلامية ومآتيهم المنكرة
في هذه الحروب!

ذلك فعل السياسة ، وفي مثله يستوي الطامعون من كل جنس وملّة عند تساوي
المقاصد والأغراض ، والسياسة الفاسدة لا ضمير لها ولا خُلُق ، ولطالما استعاذ بالله
العقلاء من (ساس) ومشتقاته ، ومن الجهل جُنْديّة الأعمى
البصيرة الذي يلقَفُ ما تأفِكه السياسة ، ويُرجِف بما تلقيه إليه ، ليذيعه غيرَ
عالم بالمقاصد والنيات والغايات.

لقد نظرت السياسات إلى هذا الأمر الجديد
في الجزيرة العربية بمنظارها الخاصّ ، ورصدته بعينها اليسرى العوراء ، لا بعين
الحقيقة الصحيحة ، فصوّرته بما يحقق مقاصدها وأغراضها ، ومن وراء ذلك يراد الذهاب
بريح العرب ، وهم مادّة الإسلام.

وكذلك وقف رؤساء العصبيات ، وهي مختلفة
الألوان والمشارب ، موقف هذه السياسات من هذا الأمر
الجديد..

إنّهم تنكّروا له أشدَّ التنكّر ، وأوحوا إلى أتباعهم أن يتنكّروا له
كذلك ، ويذيعوا قول السوء عنه ، فقالوا فيه ، وهو النور الذي يهديهم ، ما لم يقله
(مالك) في الخمر ، فكانوا أعواناً للسياسة في تشويهه وحربه
، وقد امتزج في فكرهم الحرصُ على الموروث من الآباء بالخوف من زوال زعامتهم ،
وسقوطِ الامتيازات التي يتمتعون بها ، هم وحدَهُم دونَ الأتباع الجهلاءِ المساكين
المستضعفين المنقادين للرؤساء بأزمة الشعبذات ، وبالشعبذات يُسْحَرُ الجهلاء غير
واعين ولا دارين.

شِنْشِنة معهودة في مجتمعات النّاس كافةً ، تقترن بانغلاق الأذهان ،
وتنطوي علي حفظ المصالح والامتيازات الخاصَّة ، ومنها ينشأ الصراع الدائم في كل
زمان ومكان ، وعند كل جيل وقبيل ، في شرق وفي غرب ، ولن تجد لسُنّة الله
تبديلاً.

وأعظم هذا الصراع في التاريخ العربي ، هو ذلك الصراع الرهيب بين
الإســلام والوثنية ، وفي الإسلام الحياةُ والنّورُ ، وفي الوثنيّة الضمور
والظَّلام.

والغلب في نواميس التكوين ، إنما يكون للأصلح دائماً مع طول الجهاد
والصبر ، وهو قانون لا يختلف إلا من علة غير
منظورة.

وواضح أنّ الطمع والحرص على احتواء النعم والامتيازات يُلقيان في رُوع
أصحاب السياسات والامتيازات ما ليس له وجود في الواقع ، وهم حين يُدعون إلى الصلاح
في أي شأن من شؤون الحياة ، يتوهمون الخسران وضياع المكانات ، وفقدان الامتيازات ،
فيقاومون ويقاتلون بغير عقل

ولننظر ماذا خسر رؤساء المشركين من العرب حين تركوا شركهم
، ودخلوا في الإسـلام .. ألم ينتفعوا به هم والفقراء المستضعفون من أتباعهم في دنيا
ودين؟ ألم يصبح خيارهم في الجاهلية خيارهم فيالإسـلام؟

إن لحقيقة الأزليّة الخالدة في نواميس الحياة ، قد تصيبها السياسات
والعصبيّات بشيء من الضُّرِّ ، ولكنِّها في جميع الأحوال تعجز عن طمسها أو إزالة
معالمها .. ثم هي ، وأعني السياسات والعصبيات ، لا تملك الفصل في شأنها ، وليس ما
تصوّره تزييناً أو تقبيحاً هو واقع الحقائق ، وإنما يفصل فيها العلم وحده بتجرده
المطلق ونزاهته وموضوعيته الخالصة من الشوائب والأهواء . إنّه يَعنِيه من الأشيـاء
في كل شأن يعرِض له ، تعرُّف الحقائق في عُرْيها وسفورها كيفما كانت الحال ، وفي أي
صورة تكون عليها ، وإذا كانت السياسات والعصبيات تبني أحكامها على الأهواء ،
والأغراض الخاصّة ، لا تحيد عنها ، فإنّ العلم يبنى تصوراته وأحكامه على البيِّنات
غيرَ متحيّز ولا متحرِّف ، وهو يستمد هذه البيانات من الوثائق الأصلية الصحيحة مما
يدوّنه الإنسان بنفسه خاصّة ، لأنها فصل الخطاب والحُجَّة البالغة . ومن هذه
الوثائق الأصلية ونحوها يستنبط العلم التصوّرات ، ويهتدي إلى مقاطع الحق فيوقن ، ثم
يرسل أحكامه التي لا تستؤنف ولا تميّز كما يقول
القضاة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دَعْوة التّوحيــــــد والسُــــنَّة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
arrif :: الإســــــــــــــــــــــــلام-
انتقل الى: