جريح أنا بينكم

زائر

دميغ أنا قد سالت بينكم دمائي
دميع أنا... قد حان وقت رثائي
جريح أنا بينكم ....ولدت من ماء النصفين
شرق يعشق ألحان الغروب
وغروب يهوى ألعاب الهروب
أنا الجريح بين أبناء عمومتي
أبحث عن وطن لعروبتي
أمارس فيه أبوتي
أشتهي فيه لذتي
أناضل في علياءه
جريح أنا بينكم ...إخوتي
فلا تتركوني أسير وحدتي
وهبوا ...لنجدتي
فإني أكاد ..أنفجر...من صمت لا يغتفر
ومن جبن محتقر
جريح أنا بينكم
لما فقدت حضن أمي الدافئ
ذات يوم من أيام النكسة الأولى
تلاعبت بي بعدها ..عقول الإذلال أيام النكسة الثانية
وجعلتني أرقص ..كرقص الدمى الحائرة
في فوضى منطق السلام
وكانت يومها الغيلان تصفق
لرقصي الجميل فوق جثث الأبرياء
سألت كبيرهم وحبرهم
لم جعلتني أرقص فوق الأموات
قال:...لم تبلغ بعد الحلم؟
ولم تعرف ..من قبل معنا للألم
قلت:..هل لي بسؤال...
قال:...تفضل يا غلام...واختصر الاستفهام
قلت:..ما جزاء من يرفض الرقص
قال:...نصليه عذاب صهيون
ونذيقه مرات طعم المنون
ونحمله في الأخير قربانا لعظيمنا فرعون
ليكون عبرة ...لغيره على مر السنون
من شدة ...فزعي..
ناديت ...بأعلى صوتي
أنا أحتضر...قد آلمتني الذلّة
إليّ ..إليّ .. بإخواني من الملة
علّهم يصرفون عني أذى هذه القلة
ويشفون قلبي من داء ذات العلة
قرّبوني...أموت شهيدا في أرض الغيلان
فروحي تأبى الخنوع أو النسيان
وامنحوني ذاكرة حية ...أسجل فيها أسماء الأبطال
قرّبوني أموت حزينا على هذه الأوطان
فقد نالها مرض يسمى العضال
قرّبوني ...فلست مجرد وهم
إني ..ثائر ..بأرض البشائر ...