إن الفتاة تبدأ في الاهتمام برعاية وحفظ إخوتها وأخواتها قبل الفتى , وفي مقابل شاب صغير واحد بدأ من الصغر في الاهتمام بإخوته نجد في المقابل عشر شابات يبدأن من الصغر في هذا الاهتمام . ويبدو هذا مفهوماً وواضحا وبينا في إطار نظريات التحليل النفسي الحديثة ، وكذا في إطار الواقع العملي المشهود في كل زمان ومكان , والذي من السهل فيه أن نرى بأن الأنثى تبدأ في ممارسة دور الأمومة قبل الذكر بكثير . ومنه فإننا نلاحظ وباستمرار وفي كل ظرف وزمان ومكان بأن الأنثى ولو ظلمها أخوها مثلا واعتدى عليها وأساء إليها وحرمها من حقوقها و ... فإنها تفكر باستمرار فيه وفي مصلحته وتحاول أن تقابل سيئته بحسنات لا بحسنة واحدة , وتبذل الغالي والرخيص من أجل خدمته وحسن معاشرته وطيب معاملته , وتعطيه على الدوام الكثير من العطف والحنان , وتتمنى له من أعماق قلبها الهناء والسعادة في الدنيا وفي الآخرة . كل هذا في الوقت الذي نجد فيه الولد الذكر لا يفكر في مصلحة أخته إلا بعد سنوات من بدء تفكيرها فيه , وحتى عندما يفكر الفتى في مصلحتها فإنه يعطيها غالبا أقل بكثير مما تعطيه هي . وهذه حسنة من أعظم الحسنات التي تحسبُ للمرأة كما تُحسبُ على الرجل .